أصدرت الجبهة الشعبية 14 جانفي بيانا حول الوضع الراهن، في ما يلي نصّه:
إن الجبهة الشعبية 14 جانفي ومن موقع انخراطها الميداني في الفعل النضالي من أجل تحقيق أهداف الثورة ومن موقع المسؤولية الوطنية وأمانة شعاراتها التي هي شعارات ثورة شعبنا تسجل تدهور الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعجز حكومة «الترويكا» بقيادة النهضة عن إيصال رسائل مطمئنة للشارع السياسي والاجتماعي في ظل تضارب القرارات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة مما أعطى الانطباع أننا إزاء حكومة متعددة الرؤوس وهذا يكشف أن التحالف الثلاثي لم يكن على أسس مبدئية وإنما هو التقاء من أجل تقاسم المصالح واعتبار السلطة غنيمة يجب توزيعها.
واليوم وبعد انقضاء ثلاثة أشهر على انتصاب هذه الحكومة فإننا نسجل ما يلي:
على المستوى السياسي:
لقد اتسم أداء حكومة «الترويكا» بالتنصل من وعودها والالتفاف على أهداف الثورة وذلك خاصة ب:
عدم محاكمة القتلة وتعويض الشهداء . عدم التكفل بجرحى الثورة علاجا وتعويضا والاعتداء عليهم من قبل قوات الأمن. عدم محاسبة رموز الفساد المالي والسياسي. عدم تطهير القضاء وهيكلته كسلطة مستقلة. تواصل نشاط البوليس السياسي بنفس أساليب النظام السابق . إثارة صراعات هامشية تقسّم المجتمع ولا علاقة لها بأهداف الثورة، لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية. السعي إلى تدجين الإعلام والتغاضي عن المعتدين على الصحافيين من جهة ومحاكمة صحافيين آخرين بتهم واهية.
على المستوى الاقتصادي:
لقد أصبح ظاهرا للعيان عدم امتلاك هذه الحكومة لبرنامج اقتصادي وطني يستجيب لانتظارات شعبنا فهي تواصل نفس السياسة الاقتصادية للنظام السابق وذلك خاصة ب : الاعتماد على المديونية مما يزيد في سيطرة القوى الاستعمارية على تونس قرارا واقتصادا. المراهنة على الهبات المهينة. عدم انتهاج سياسة جبائية عادلة.
على المستوى الاجتماعي:
إن الوضع الاجتماعي قد ازداد تدهورا من خلال:
تفاقم ظاهرة البطالة وعودة ظاهرة التشغيل والتوظيف بالمحسوبية والولاء. تدهور المقدرة الشرائية للطبقات الشعبية وحتى الوسطى. انتشار مظاهر الفقر والبؤس والتسول والجريمة كل ذلك تم في ظل لا مبالاة حكومة الترويكا وغض النظر عن المحتكرين والوسطاء والمهربين.
على المستوى الثقافي:
لقد اتسمت هذه الفترة بتهميش الفعل الثقافي المستنير وإقصاء المفكرين والمفكرات والمبدعين والمبدعات ومحاصرتهم وما الاعتداء عليهم يوم الأحد 25 مارس إلاّ دليل واضح على ذلك. وقد تزامن ذلك مع استيراد ما يسمى « بالدعاة» لبث الفتنة والرؤى الرجعية.
على المستوى الخارجي:
اتسمت السياسة الخارجية بالتخبط واعتماد الموقف ونقيضه والدخول في سياسة المحاور المنحازة لقوى الاستعمار واصطفت مع القوى الرجعية أنظمة وحركات سياسية وأصبحت أداة لتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة مثل: احتضانها لمؤتمر «أصدقاء سوريا» وطرد سفيرها الانخراط في مشاريع الأنظمة المطبعة على حساب الشعب الفلسطيني بزعامة «قطر» ورموز الصهيونية الأمريكية المشاركة في مؤتمر ما يسمى القمة العربية في العراق في ظل حكومة الاحتلال لقبول مشاريع لا وطنية ولا قومية. إن الجبهة الشعبية 14 جانفي وأمام هذا الوضع المتردي تدعو جماهير شعبنا للالتحام بالجبهة لمواصلة النضال من اجل التحقيق الفعلي لأهداف ثورتنا ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب والوطن. لنتصد جميعا لكل أشكال الالتفاف على ثورتنا. لا لارتهان القرار الوطني لأي جهة أجنبية ومهما كان عنوانها. لا مصالحة بدون محاسبة. لا للمديونية. لنبن اقتصادا وطنيا يستجيب لطموحات شعبنا.