شنت جحافل «الناموس» «هجومها» على المواطنين مبكرا وتفيد المؤشرات الأولية أن هذا العام سيكون استثنائيا بكثافة جرّاء التسيّب الذي تشهده البلديات، وبرك المياه بسبب الأمطار والفيضانات ثم ارتفاع درجات حرارة الطقس السابقة لأوانها. كل هذه العوامل ينضاف إليها اكتساب «الناموس» لمناعة من الأدوية المبيدة وذلك لاستعمال البلديات كل الأنواع خلال السنوات الاخيرة بصفة غير مدروسة. كل هذه العوامل تجعل انتشار «الناموس» هذا العام مزعجا بكثرة للمواطن، إذا لم يتم التنسيق بين البلديات والجهات الأخرى المتدخلة منها الصحة والفلاحة والتجهيز. انتشار الأمراض مصادر خاصة ب«الشروق» ذكرت أن عدم التوصل لحلول للقضاء على انتشار الناموس قد يكون خطرا على الصحة خاصة أن حدودنا مفتوحة وحركة السياحة والمبادلات التجارية تنشط خلال فترة الصيف. مما قد يتسبب في عودة ظهور أمراض انقرضت في تونس منذ سنة 79 منها حمى المالاريا «الباليدزم» أو مرض «اللّشمانيا». ذلك أن الناموس يمكنه أن ينقل هذه الأمراض من شخص مصاب الى آخر سليم لا قدر اللّه . احصاء الأوكار «الشروق» اتصلت بمدير حفظ الصحة السيد محمد الرابحي الذي أفاد أن وزارة الصحة قامت بتأطير المتدخلين واحصاء أغلب الأوكار المحتملة لتوالد الحشرات وتصنيفها حسب «المخفر الوكر» ذلك أنه لكل نوعية ناموس وتربة أدوية تتماشى معها. نوعية المقاومة هناك عدّة أنواع لمقاومة الناموس سيتم اعتمادها منها المقاومة البيولوجية عن طريق سمك «القمبوزيا» التي تستعمل في السدود والبحيرات والمياه غير الملوثة ذلك أنها تتغذى على يرقات الناموس (الزغلان). أما في البرك والبالوعات ومياه الماجل والفسقية فيستعمل زيت البارافيل (غير ملوث) لتوقيف نمو اليرقات... وتعدّ أنجع طريقة هي تجفيف المياه عبر تفريغها أو ردمها. ويبقى آخر حلّ لا ينصح به لأنه يضرّ بالبيئة هو استعمال الأدوية وقد قامت وزارة الصحة بدراسة تمكن من تحديد نوعية الأدوية التي يمكن استعمالها مع كل جهة... ومعلوم أن البلديات عموما تتوجه لهذه الطريقة في مقاومة الناموس قبل غيرها. سبخة السيجومي هذه السبخة عادة ما تتم مداواتها بالطائرة، لكن عمق المياه هذا العام يجعل مفعولها غير ذي جدوى، بل يمنح الناموس مناعة، لذلك تمّ الاتفاق على ضخّ مياه السبخة حتى ينقص منسوب المياه فيها لتصبح عملية المداواة مجدية ولا بدّ من الاشارة الى أن عدّة أطراف مطالبة بتعزيز عملية ضخ المياه من السبخة ومعاضدة مجهود ديوان التطهير حتى لا تتحول الصائفة الى جحيم. لكن هل تنجح كل هذه الطرق في القضاء على الناموس؟ مسألة قد تكون مستحيلة إذا ما بقيت كل جهة تعمل بمفردها دون تنسيق الجهود، وهذا ما سنعرفه أو نشعر به خلال الأيام القادمة وما ستحمله من لسعات الناموس.