بدأ التذمر من الناموس وتكاثر الوشواشة والبعوض يدب باكرا هذه السنة في أوساط متساكني عدد من الاحياء رغم ذلك تؤكد المصالح المعنية بمكافحة الحشرات أن الوضع تحت السيطرة وأنها ضبطت برامج للتدخل وشرعت بعد في تنفيذ البعض منه. وفرت الظروف المناخية المتقلبة والمراوحة بين استقرار العوامل الجوية وارتفاع درجات الحرارة وبين نزول الأمطار من حين لآخر في الفترة الأخيرة،ظروفا ملائمة لتكاثر الحشرات خاصة في ظل تزايد منسوب المياه في بعض الأدوية ووجود الكثير من البرك وتجمعات المياه في أماكن عديدة.. يرجع البعض كذلك الهبوب الباكر لرياح الناموس على عديد الأحياء سيما تلك التي باتت من المعاقل الرئيسية لهذه الأنواع من الحشرات على غرار سبخة السيجومي وأريانة وحي الخضراء...الخ ،إلى التأخر في برمجة حملات التنظيف في الوقت المناسب لإزالة مخلفات الأمطار وأيضا للمداواة ،ربما لأن المصالح البلدية منشغلة بالانتخابات وإيلائها الجزء الأكبر من اهتمامها وكذلك في ظل انكباب مصالح إدارة حفظ المحيط ورعاية الصحة على موضوع مكافحة التدخين أكثر من اهتمامها بمكافحة الحشرات... حول هذا الأمر تؤكد مختلف المعطيات التي جمعناها من المصالح المعنية بموضوع مكافحة الحشرات أن الوضع تحت السيطرة وأنه تم التدخل تقريبا في كامل النقاط التي تشكل مصدر إزعاج . فعمليات الاستكشاف التي يقوم بها يوميا مخبر بلدية تونس بالتنسيق مع إدارة الصحة ووزارة البيئة للتعرف على تطور ونمو يرقات «الوشواشة» في سبخة السيجومي،تؤكد أن حجم تكاثر اليرقات لم يتجاوز المعدلات المعقولة التي تدعو للقلق أو للتدخلات الأستثنائية للمداواة (التدخلات الإستثنائية لا تتم إلا إذا تجاوز التكاثر 10 آلاف حشرة في المتر المربع). التدخل للمداواة تشير كذلك تقارير مصالح مكافحة الحشرات أن نزول الأمطار في النصف الثاني من شهر مارس رفع في منسوب المياه نسبيا في السبخة وظهرت فعليا بوادر للوشواشة الطائرة وتم التدخل يومي 2 و3 أفريل الجاري للمداواة . وتضيف هذه المصادر أن نزول الأمطار الأخيرة من شأنه التقليص في مفعول الأدوية غير أن المتابعة مستمرة للتدخل ثانية متى تطلب الأمر ذلك. من جهة أخرى انطلق الديوان الوطني للتطهير خلال النصف الثاني من الشهر الجاري في تنفيذ برنامج للتدخل في مختلف الأودية والأحواض وقنوات التصريف للقيام بعمليات الجهر والتنظيف وستتواصل على امتداد الشهر المقبل. وينتظر أن تشرع المصالح البلدية في برنامج مقاومة الباعوض الحضري من خلال جهر دهاليز العمارات وعادة ما تقوم البلديات بهذا النشاط خلال شهر ماي، أي بعد انقضاء موسم نزول الأمطار..