بات شمال مالي بأكمله في قبضة المتمردين الطوارق الذين لا يزالون يواصلون زحفهم العسكري على المدن الاستراتيجية دون أية مقاومة تذكر وسط دعوات من المجلس العسكري المالي إلى تدخل دولي لحماية البلاد من الطوارق مما ينذر بإمكانية اشتعال الحرب في كامل الساحل الإفريقي . أعلن المتمردون الطوارق في «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» في بيان صدر أمس الاحد انهم يطوقون «تومبوكتو» آخر مدينة ما زال الجيش المالي يسيطر عليها في الشمال بعدما انهوا «احتلاله لكل المنطقة» الشمالية .
سيطرة وتطويق
وأكد المتمردون في بيان ان قيادتهم العسكرية تطوّق «تومبوكتو» لطرد ما تبقى من الادارة السياسية والعسكرية المالية ».
وكان المتمردون اعلنوا في بيان على موقعهم على الانترنت ان «الحركة انهت الاحتلال المالي لكل منطقة «غاو» عبر الاستيلاء على المدينة والسيطرة عليها الليلة قبل الماضية» وأضافوا ان «المنطقة اصبحت تحت سيطرة وادارة الحركة» .
وأوردت مصادر إعلامية محلية وميدانية أن وحدات الجيش المالي انسحبت من قواعدها العسكرية في مدينة «تومبوكتو» وأن العناصر الأمنية خلعت البزات العسكرية ولبست أخرى مدنية .
وأشارت إلى أن ميليشيات عربية تعود إلى أقلية عرقية أصيلة في تلك المدينة انتشرت عند النقاط الكبرى والمهمة في «تومبوكتو» للدفاع عنها ولصد زحف الطوارق . وذكرت مصادر متطابقة ان المتمردين الطوارق سيطروا على «غاو» خلال الليلة قبل الماضية على اثر سيطرتها على معسكرين للجيش المالي،بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية التي انسحبت من المدينة.
وصرح احد مستشاري حاكم المنطقة في اتصال هاتفي اجرته وكالة الصحافة الفرنسية من باماكو ان «معسكري الجيش في غاو سقطا بايدي مختلف مجموعات المتمردين. لقد سيطروا على غاو ».
وتبعد منطقة «غاو» حوالي الف كيلومتر عن باماكو ويبلغ عدد سكانها 90 الف نسمة. وقد كانت مقر قيادة القوات الحكومية لكل منطقة الشمال.
وسيطر عليها المتمردون بعد 24 ساعة من استيلائهم على كيدال التي تقع على بعد 300 كلم.
التدخل العسكري
وفي سياق متصل بالمشهد الإفريقي حيال الأزمة في مالي, دعا المسؤول عن الاتصال في حركة «تحرير ازواد باكاي اغ حامد أحمد»، المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا الى «مزيد من ضبط النفس» بعد «رسالة دعت إلى التدخل العسكري في ازواد».
ودعا المنظمة الاقليمية الى «دعم الخيار السياسي من اجل السلام».
بدوره,طالب قائد المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في مالي إلى تقديم «مساعدة من الخارج» لتأمين البلاد بعد استيلاء متمردي الطوارق الانفصاليين على بلدتي «كيدال» و»غاو» الاستراتيجيتين في الشمال.
وقال الكابتن أمادو سانوغو قائد الانقلاب للصحفيين في قاعدة للجيش خارج العاصمة باماكو تستخدم كمقر للرئاسة «يحتاج جيشنا مساعدة من أصدقاء مالي لإنقاذ السكان المدنيين وللحفاظ على سلامة أراضي مالي».
وأعلن عن استعداد المجلس لإعادة النظام الدستوري والسياسي في البلاد مطالبا بجدول زمني يحدد آليات الانتقال الديمقراطي في البلاد .