أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بطاقة إيداع بالسجن في حق كهل عمد الى طعن زوجته بواسطة سكين بسبب رفضها إقراضه مبلغ 2000 دينار لخلاص دين بذمّته، مما كلفها دخول غرفة الانعاش بالمستشفى ولا تزال حالتها الصحية حرجة للغاية.
ويُستفاد من محاضر باحث البداية، أن زوجين يقطنان بإحدى أحواز العاصمة، تميّزت علاقتهما خلال الأشهر الأخيرة بارتفاع وتيرة الخلافات بينهما، بسبب ميل الزوج الى السّهر الى ساعات متأخرة من الليل، بسبب ممارسته لعب القمار صحبة عدد من أصدقائه، وبمرور الأسابيع أضحى غير عابئ بالانفاق على زوجته وابنيهما بسبب تكاثر خسارته في لعب القمار.
ويُستفاد من محاضر باحث البداية، أن الزوج أصبح مدينا لأحد أصدقائه الذي ما فتئ في كل مرة يقرضه للعب القمار ووصل الدّين الى حدود ألفي دينار، غير أن الزوج عجز عن سداده، إذ لم يبق في راتبه الكثير بسبب كثرة القضايا في العقلة على المرتب الصادرة ضده، بسبب اقتنائه تجهيزات بالتقسيط (الكمبيالات)، وبيعها بأقل من ثمنها بكثير بالحاضر.
وخلال احدى ليالي بداية الأسبوع الحالي، ضيّق الدائن الخناق على الزوج وأطرده من طاولة القمار مهدّدا إياه باستعمال أساليب أخرى إن لم يقم بخلاص دينه تجاهه، فغادر الزوج المكان وعاد الى منزله، حيث أيقظ زوجته وطالبها بتمكينه من مبلغ 2000 دينار لحاجته الأكيدة إليه، ولم تكن الزوجة بحاجة الى التفكير كثيرا لمعرفة السبب «الحقيقي» لحاجة زوجها الى ذلك المبلغ المالي، فرفضت مطلبه وهمّت بالعودة الى سريرها، إلا أنه استشاط غضبا وتولّى تعنيفها، قبل أن يطعنها بواسطة سكين جلبه من المطبخ، وهو ما أيقظ ابنيه اللذين نقلا والدتهما الى المستشفى بمساعدة الأجوار، حيث تمّ إدخالها غرفة العناية الركزة بسبب خطورة إصابتها، ولم تتجاوز مرحلة الخطر بعد.
وقد تولّى أعوان الأمن إيقاف الزوج وإحالته أمس على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، فأصدر في حقه بطاقة إيداع بالسجن في انتظار معرفة مآل الوضعية الصحية للزوجة.