عاشت ليبيا جولة جديدة من مسلسل العنف المتواصل حيث تفجرت اشتباكات بين بلدتي «رافدلين» و«زوارة» (غرب ليبيا) بسبب اتهام الأخيرة للأولى بخطف عدد من رجالها. في الاثناء تدخلت عناصر من الأمن لمحاولة نزع الفتيل واعادة الهدوء الى المنطقة. قال زعيم قبلي إن قوة من عناصر الأمن انتقلت إلى مكان الاشتباكات الذي يبعد قرابة 110 كيلومترات عن العاصمة طرابلس بهدف التدخل للإفراج عن الرهائن وإنهاء الخلاف بين البلدتين إذ اتهم قادة «رافدلين» رجال زوارة بالوقوف وراء اختطاف 34 من رجالهم بدوره قال الناطق باسم «رافدلين» رامي كنعان إن رجالنا اختطفوا عقب عودتهم من تدريبات على الحدود التونسية مشيرا إلى أن الهجوم الذي شنه رجال بلدته جاء ردّا على الانتهاكات التي تقوم بها بلدة زوارة المستمرة بهدف وضع حد للانتهاكات.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن مدينة زوارة التي تقع على ساحل البحر المتوسط تعرضت إلى هجمات بقذائف المورتر ونيران المدافع المضادة للطائرات وقال أبو سفيان عضو المجلس المحلي لزوارة «لا تزال هناك بعض الاشتباكات .... أصابتنا خلال ال 20 دقيقة الماضية نحو 14 قذيفة مورتر وتعرضنا إلى نيران مدافع مضادة للطائرات من الجميل ورافدلين.
وأشار سكان من المدينة إلى أن الاشتباكات دارت بين مقاتلين أمازيغ من داخل البلدة وبين مقاتلين عرب من منطقتي الجميل ورافدلين القريبتين.
وأوضح مسؤول بوزارة الداخلية الليبية أن رجال زوارة كانوا يقومون بالصيد وقاموا بإطلاق النار على شخص من الجميل عن طريق الخطإ فتم احتجازهم الأحد الماضي وأطلق سراحهم بعد ساعات قليلة إلا أن سفيان أشار إلى وجود علامات تعذيب على الأفراد الذين أفرج عنهم وهو ما أغضب سكان زوارة وأطلق شرارة القتال.
وأضاف كنعان أن المحتجزين كانوا عائدين من الحدود مع تونس حيث كانوا يساعدون قوات حرس الحدود حديثة التدريب موضحا أن الاحتجاز جرى بعد الانتهاكات التي ظل أفراد اللواء يمارسونها أشهرا طويلة ضدهم بما في ذلك نهب الممتلكات.
وقال سكان زوارة إن مقاتلي رافدلين كانوا يغتصبون نساءهم وينهبون ممتلكاتهم ويهاجمون المواطنين.
وبالتزامن مع ذلك زار رئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب رفقة رئيس أركان الجيش مدينة سبها في الجنوب عقب النزاع بين القبائل العربية وقبائل التبو وقال الكيب إن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في القتال الذي استمر أكثر من أسبوع وأكد أن الاعتداء على أرواح المواطنين مهما كان عرقهم يعتبر خرقا للقانون وأن الحكومة لن تتساهل مع هذه الانتهاكات وكان نحو 150 شخصا قد قتلوا في الاشتبكات القبلية في مدينة سبها...كما أجبر المئات على النزوح من منازلهم الأسبوع الماضي... وتعتبر هذه المعارك هي الأحدث في سلسلة اشتباكات تسلط الضوء على حالة إنعدام الاستقرار في ليبيا والتي تهدد بتقسيم البلاد على أسس قبلية ومناطقية منذ الاطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي.