عندما أقارن بين ما ينجزه المركز القومي للترجمة في مصر وما ينشره مشروع «كلمة» في الإمارات وما أنجزه المركز الوطني للترجمة في تونس أجد فوارق كبيرة تكشف عن محدودية حضور المركز الوطني للترجمة في الحياة الثقافية.
صحيح أن الامكانيات المتاحة ليست نفسها لكن هذا لا يبرر الركود الذي عاشه المركز قبل أن يتولى الدكتور وحيد السعفي إدارته.. فقد عاش المركز مرحلة سيطر فيها الجامعيون بالكامل على هذه المؤسسة المهمة في النسيج الثقافي، وصحيح أن المركز نشر عددا كبيرا من الكتب لكن هذه المنشورات لم تكن باسم المركز بل باسم دار نشر تم بعثها وشخصيا لم أفهم لماذا بعثت هذه الدار وما هي مبررات بعثها أما المجلة التي أعلن عنها فلم يصدر منها أي عدد ولا أريد التوقف عند الأنشطة الثقافية التي أنجزت باسم السنة الوطنية للترجمة لأنها تغني عن أي تعليق .
الحديث عن ماضي المركز الوطني للترجمة لا يجدي فالمدير السابق الدكتور محمد محجوب ومعاونوه من الجامعيين الذين احتكروا المركز وأبعدوا كل من كانت لهم علاقة بالترجمة من غير الجامعيين اجتهدوا والأكيد أنهم أصابوا في الكثير من الاختيارات وفشلوا في جوانب أخرى وهذه طبيعة أي عمل إنساني والدكتور محجوب يبقى من أبرز العلامات في الجامعة التونسية وقد أصدر المركز في فترة توليه إدارته مجموعة هامة من الإصدارات التي كانت إضافة مهمة للمكتبة التونسية. المطلوب الآن من المركز الوطني للترجمة نفسا ثانيا لمزيد التفعيل والنجاعة .