بمناسبة صدور عدد خاص بالأدب التونسي في مجلة «بانيبال » التي تصدر في لندن إستضافت المكتبة الوطنية صباح الاثنين الماضي الروائي صموئيل شمعون صاحب المجلة بمناسبة اللقاء الذي نظمه المركز الوطني للترجمة. هذا اللقاء حضره عدد من الكتاب التونسيين وأداره الدكتور محمد محجوب وتحدث فيه حسونة المصباحي والشاعر محمد الغزّي عن مجلة «بانيبال » والدور الذي تلعبه بإقتدار في تقديم الأدب العربي الى المتخصصين في الترجمة والجامعات والمؤسسات العلمية والمراكز الثقافية. المصباحي قال إن هذا العدد كان بمثابة النافذة على الثقافة الأنقليزية التي نفتقر الى التواصل معها وأشاد بجهود صموئيل شمعون وزوجته السيدة مارغريت التي عشقت الأدب العربي وأسست مجلة للتعريف به كما ساهمت في بعث جائزة «البوكر» العربية وأكد حسونة على ضرورة الإنتباه لمن قدموا خدمات جليلة للثقافة التونسية ودافعوا عن أصوات التنوير والحداثة. أما الدكتور محمد محجوب فقد أشار في كلمته الى أهمية صدور هذا العدد في لندن في ظرف تتنامى فيه موجات العداء لكل ماهو عربي وإسلامي وهذا العدد يقدم التجربة التونسية في الأدب الى القراء في العالم بإعتبار أن اللغة الأنقليزية لغة عالمية. الروائي صموئيل شمعون المحتفى به ذكر في بداية حديثه أنه سعيد بوجوده في تونس مرة أخرى بعد أن عاش فيها في الثمانينات قادما إليها من بيروت وأشار الى أن تونس هي التي عمقت علاقته بالأدب وأكد على أن هذا العدد لا يستوفي كل التجربة التونسية ولكنه مساهمة في التعريف بأصوات تونسية في إنتظار إنجاز أنطولوجيا أشمل صموئيل شمعون أشار في كلمته الى أن معرض فرنكفورت الذي إستضاف المجموعة العربية كان فرصة ضائعة للعرب فبعد أن لفت حصول نجيب محفوظ على نوبل الإنتباه الى الأدب العربي والثقافة العربية في أوروبا مما رفع من معدل الترجمة والمبيعات ، أعادت المشاركة العربية كل شيء الى الصفر لأن الدول العربية وخاصة الخليجية منها جلبت معها كتبا غارقة في التفكير الأصولي تروج لصورة خاطئة وغير حقيقية عن الإسلام وعن الثقافة العربية. وأضاف «كنّا ننتظر أن تعمل الدول العربية على ترجمة الأدب العربي الى الألمانية والأنقليزية والفرنسية وأن تقدم الوجه المستنير للثقافة العربية لكنها قدمت كتبا تبث الرعب والفزع وكانت بمثابة الإستفزاز للمواطن الألماني وقد خسر العرب الفرصة وهذه ليست المرة الأولى التي يضيعون فيها فرصا كهذه طالما أن هناك إنحسارا كبيرا لقيم التنوير والحداثة مقابل تنامي ثقافة الموت والعنف والتكفير وأشار صموئيل شمعون أن كوريا مثلا ترجمت بمناسبة معرض فرنكفورت 100 رواية كورية الى اللغات الحيّة في حين لم يقدم العرب شيئا لتقديم ثقافتهم الى العالم.