يبدو من الأهمية بمكان أن نشير إلى أن المستشفى الجهوي بالقصرين الذي يستقبل يوميا عديد المرضى من مناطق مختلفة بالجهة يشكو عديد النقائص منها نقص أطباء الاختصاص وهو ما يستدعي بالضرورة تشخيصا دقيقا لهذه الوحدة الصحية حتى لا يكون المريض «ضحية» بالدرجة الأولى. بالرغم من الأراضي الشاسعة التي تحيط بمبنى المستشفى وهي على ملك وزارة الصحة إلا أن الاكتظاظ مازال السّمة المميزة لهذا المرفق الصحي حيث يرقد المرضى في غرف صغيرة الحجم لا تتسع لمريضين على أقصى تقدير بينما نجد فيها ستة فما فوق بل بلغ الأمر الى استغلال البهو لإقامة المرضى رغم ضيقه فلماذا لا تشمل التوسعة هذا المستشفى الذي يمثل بوابة تونس من ناحية الغرب حيث يستقبل مرضى جزائريين علاوة على تغطيته حاجيات حوالي 600 ألف ساكن في الجهة فضلا عن معتمديات من الولايات المجاورة على غرار قفصة وسيدي بوزيد والكاف فالقطاع الصحي من أبرز ضروريات المواطن والمواطن في القصرين من حقه التمتع بهذا الحق وتجنب السفر الى ولايات أخرى للإقامة هناك. «الشروق» لدى زيارتها هذا المستشفى والحديث الى الاطار الطبي وشبه الطبي والنقابة فوجئت بتذمر الجميع من النقص الفادح في الامكانيات لا سيما الحساسة على غرار غياب آلة الجراحة بالمنظار التي أشار إليها الدكتور زياد دمق المختص في الجراحة العامة الذي أكد أن كل مستشفيات الجمهورية تمتلك هذه الآلة إلا القصرين حيث تسهل هذه الآلة العمليات الجراحية وتخفف الآلام على المريض وتمكننا من التقشف في الأدوية أي أنها توفر المصاريف على وزارة الصحة ولاحظ محدثنا أن المعنيين بالأمر أي الأطباء طالبوا مرارا عديدة وزارة الإشراف بتمكينهم من هذه الآلة ووعدتهم بمدهم بها في ظرف ثلاثة أشهر ولكن الى حد الآن لا وجود لها كما أشار محدثنا الى تعطل آلة SCOPIE علاوة على تهرم الآلات البسيطة كالمقص ونقص طاولة جراحة العظام ، يحصل هذا في الوقت الذي تتمتع فيه بعض المستشفيات المحظوظة في الاقاليم المحظوظة بتخمة من حيث المعدات وكأن المريض في القصرين من درجة ثانية مما جعل الدكتور جمال الراشدي (الأذن والأنف والحنجرة) يتحدث عن سياسة تمييز تمارسها الحكومات المتعاقبة بين المستشفيات والمرضى فمريض مستشفى سهلول مثلا علاوة على تمتعه بخدمات راقية يتحصل على الدواء من المستشفى بينما يمنع مريض القصرين من ذلك ويجبر على شرائه من ماله الخاص ان كان له مال أصلا وذلك لفقر الصيدلية الداخلية. نقص في الأطباء والآلات كما أشار من تحدثنا إليهم على غرار السادة منتصر الجليدي (جراحة عامة) وأنيس بناني (فني سام في التخدير والانعاش) وجمال الزيادي (جراحة الكلى والمجاري البولية) إلى تعاسة حالة قسم الأشعة الذي يعاني من قلة الأطباء المختصين والآلات ف«السكانار» مثلا بدائية تجاوزها الزمن وهذا القسم غير مؤهل للحالات الاستعجالية نظرا لوجود طبيب وحيد لا يمكنه تغطية الحالات الكثيرة التي يستقبلها المستشفى يوميا علاوة على عدم انضباط بعض الاطباء كما يحتوى المستشفى حسب تصريح ممن تحدثنا إليهم على طبيب وحيد مختص في الانعاش والتبنيج خاصة بعد فرار العديد من الاطباء نتيجة الاعتداءات المتكررة من المواطنين 5 قاعات عمليات اثنتان منها مغلقة يحتوي المستشفى على 5 قاعات عمليات لكن لا تشتغل منها سوى ثلاث حتى أن الأطباء يجدون أنفسهم في الانتظار مهما كانت حالة المريض فلماذا لا يتم فتح القاعتين المغلقتين حتى نوفر للطبيب الظروف الملائمة للعمل وحتى يتمتع المريض بحقه في إجراء عملية جراحية في وقتها دون تأجيل. يعاني مستشفى القصرين من نقص حاد في الأطباء فمثلا يوجد طبيب واحد لكل 300 ألف ساكن في قسم الأذن والأنف والحنجرة و4 على 600 ألف ساكن في الجراحة وطبيبين لكل 600 ألف ساكن في طب العيون وطبيبين في قسم المجاري البولية أما قسم القلب وهو القسم الحساس فلا وجود ولو لطبيب واحد وكذلك الشأن بالنسبة لقسم الأمراض الجلدية وطب الأمراض الصدرية والحساسية والروماتيزم وأمراض المفاصل. مازال مستشفى القصرين يعاني من الفساد هذا ما صرحت به السيدة بناني التي أكدت أن الرشوة و«الاكتاف» مازالت متواصلة بل استفحلت مثل تقديم المواعيد وتهاون بعض الأطباء وعدم احترامهم للوقت ومواعيد العمل بل تعمد البعض منهم الغياب المتواصل عن العمل في ظل انعدام الرقابة الادارية الحازمة مما عطل الخدمات الصحّية للمرضى علاوة على سوء المعاملة التي يمارسها بعض الأطبّاء والممرّضين على المريض. نريد الحماية هو نداء توجه به السيد الفالح العلاقي الكاتب العام الجهوي للجامعة العامة التونسية للشغل حيث يتعرض الاطار الطبي وشبه الطبي والعملة يوميا الى الاعتداء بالعنف من طرف بعض زوار المستشفى علاوة على تهشيم محتويات المؤسسة وهذا الأمر عطل في كثير من الأحيان السير العادي للعمل نظرا لفرار عديد الأطباء وامتناعهم عن العودة الى القصرين وهو يوجه نداء الى الأهالي لاحترام الطبيب والممرض والعامل واحترام المؤسسة في حد ذاتها.