رغم أن المشهد الخارجي للمستشفى المحلي ببوفيشة يوحي بأشياء ايجابية بحكم التهيئة العمرانية التي اعتمدت في بنائه، فإن داخله عكس ذلك حيث يعاني من عدّة نقائص كانت ولا تزال تحول دون تقديم من فيه لدورهم الصحي المطلوب على جميع المستويات والحال أن موقع مدينة بوفيشة حساس للغاية، إذ توجد بين الطريق الرئيسية رقم واحد والطريق السيارة من جهة وبجوار المنطقة السياحية ياسمين الحمامات ممّا يجعل المستشفى المذكور ملاذا لكل حالات الحوادث المرورية وما شابهها ناهيك أنه يستقبل في هذا المجال يوميا بين 6 و10. أما العيادات العادية للمرضى فهي بين 70 و12 دون اعتبار عمل مراكز الصحة الأساسية التابعة لهذا المستشفى بالمعتمدية. ومن أهم النقائص الموجودة على مستوى الموارد البشرية حيث يضم 5 أطباء فقط، وإذا ما عرفنا أنه من المفروض لكل 1200 ساكن طبيب، ومعتمدية بوفيشة تضم حوالي 60 ألف ساكن نفهم الفارق وما هو مطلوب والأمر لا يتوقف عند الأطباء، بل كذلك الاطار شبه الطبي وفني سام في الأشعة، حيث يوجد فني فقط يعمل صباحا وفي غياب معوّض له يضطر الأطباء الى توجيه الحالات المطلوبة الى مستشفيات نابل وسوسة للتشخيص، اضافة الى قلّة السواق حيث يوجد أربعة فقط هم مجندين ليلا نهارا للتدخل في الحالات العادية والطارئة. ونتيجة لهذا النقص، الجميع حاليا محرمون وممنوعون من التمتع براحتهم السنوية الى أن يأتي ما يخالف ذلك، بما في ذلك الأطباء. أما على مستوى القسم الداخلي، فإنه لا يعمل رغم احتوائه على 10 أسرة للاقامة بسبب غياب الأطباء ومعاونيهم للاشراف عليه بينما قسم الاستعجالي يفتقر الى الكثير أهمّه آلة المراقبة الطبية stop وآلة الصدمة الكهربائية Electrochok وحتى مصباح الكشف على الأذنين والحلق غير موجودان رغم سعره البخس وعند الضرورة يشتريه الأطباء من جيوبهم. وأخيرا تبقى مسألة الأدوية، إذ هناك نقص في تلك المخصّصة للأمراض المزمنة والجرثومية والأوبئة والمشكل ليس في عدم وجودها بالسوق، بل يعود الى الميزانية المخصّصة للصيدلية المحلية والضعيفة جدا ممّا يتطلب تدعيمها من طرف الهياكل الصحية الجهوية ووزارة الصحة.