عقد النادي الصفاقسي أمس الأول جلسته العامة الخارقة للعادة بمركب النادي الجديد تحت رعاية عدلين منفذين وبحضور رئيس النادي المنصف السلامي ونائبه الأول عماد المسدي والكاتب العام خالد المبروك و200 محب من بين 2117 منخرطا.
وقد أجبر المشرفون على الجلسة على تأجيل موعد انطلاق هذه الجلسة بساعة حيث لم تنطلق إلا في حدود الساعة الخامسة مساء.
أما الموضوع الذي من أجله انعقدت الجلسة فهو التصويت على مقترح الهيئة المديرة القاضي ببيع جزء من المركب القديم للنادي الكائن بطريق المطار والذي تم تقييمه بستة مليارات ونصف أما الأسباب التي دفعت الهيئة للإقدام علي البيع فهي الديون المتراكمة منذ عشرات السنين وانعدام الموارد المالية القارة بعد قرار لعب المباريات دون حضور الجمهور وانعدام المداخيل القارة في غياب مداخيل الاستشهار ومنحة البلدية وغيرها من المنح فضلا عن عزوف المشجعين التقليديين على مد يد المساعدة ماديا للنادي وأصبحت النفقات اليومية على كاهل المنصف السلامي وبالتالي وصل النادي إلى نفق لا مخرج منه إلا إذا تم بيع جزء من المركب القديم الكائن بطريق المطار.
المشاريع التي سيتم إنجازها
قبل تسليم المصدح للأحباء للتعبير عن رأيهم حول مقترح بيع الجزء الأمامي من المركب القديم سرد الكاتب العام خالد المبروك على مسامع الحاضرين المشاريع التي ينوي النادي الصفاقسي تحقيقها بالأموال المتأتية من البيع وهي تتلخص في النقاط التالية:
1) إعادة تهيئة النزل التابع للنادي الصفاقسي 2) إنجاز ملعب معشب من الجيل الخامس بالمركب الجديد 3) تجديد غرف المركب 4) إعادة تهيئة القاعة المغطاة التابعة للمركب الجديد 5) إعادة تهيئة الميدان الفرعي لملعب الطيب المهيري 6) اقتناء قطعة أرض بضواحي مدينة صفاقس 7) تصفية ديون النادي 8) إنجاز ملعبين معشبين من الجيل الرابع وما يتبعهما من مرافق المركب القديم
التدخلات
انقسم المتدخلون بين مؤيد ومعارض لفكرة بيع جزء من المركب القديم وطالب أحدهم بالبحث عن مشاريع أخرى تدر على النادي أموالا طائلة كبناء قاعة للأفراح وغيرها وقد أكد متدخل اخر أن حجم المصاريف لتحقيق المشاريع المفتوحة لا يتجاوز المليار والنصف وهو ما يتطلب العدول عن فكرة البيع وطرق أبواب أخرى لجمع الأموال كما عارض متدخل اخر بشدة بيع المركب القديم مؤكدا أن المركب ترعرع فيه حمادي العقربي والمختار ذويب والمرحوم محمد علي عقيد ولا يمكن التفريط فيه كما أيد عديد المتدخلين مقترح الهيئة المديرة ووافقوا على البيع لكن بشرط أن لا ينسحب المنصف السلامي ويواصل قيادة سفينة النادي حتى نهاية مدته النيابية.
الردود
رئيس النادي المنصف السلامي لم يكن يتصور وجود معارضين لمقترح الهيئة المديرة وخاصة المنخرطين بمنظومة السوسيوس واتهم هذه المنظومة بالتقصير وانتقد بشدة التصرفات المالية لهذا الهيكل الذي والحق يقال قام بمشاريع إيجابية جدا في صلب النادي وأكد السلامي في ردوده أن الغاية من بيع المركب ليس الهدف منها استرجاع الأموال التي صرفها على النادي والتصرف كما تصرف بعض الرؤساء القدامى وأكد السلامي أنه لا يحتاج لهذه الأموال وإن ما صرفه كان عن طواعية ولا يطلب استرجاعه وتساءل السلامي عن عدم التطرق من أي متدخل إلى موضوع المصاريف المستقبلية لإنهاء الموسم باعتبار أن النادي صرف إلى حد الآن ثلاثة مليارات ونصف في النصف الأول للموسم فكيف ومن أين سيأتي بالأموال لمجابهة بقية الموسم مؤكدا أنه لم يعد في استطاعته الإنفاق على النادي من ماله الخاص بل يطالب بموارد أخرى وأشخاص اخرين كما طالب الأحباء المعارضين بإيجاد الحلول لتراكم الديون وتدفقها على؛ النادي يوما بعد يوم وإن كل يوم يتفاجأ النادي بقضية جديدة.
التصويت لفائدة المشروع ولكن...
وجد المشرفون على الجلسة ومن بينهم عدلين منفذين صعوبة كبرى قبل الاهتداء إلى طريقه التصويت حيث طالب بعضهم بالخلوة والالتجاء إلى صناديق الاقتراع لكن الكاتب العام للنادي خالد المبروك أكد أن القانون الأساسي للجمعية لا يتطلب خلوة في الجلسات الخارقة للعادة بل يتم التصويت برفع اليد فقط لكن في النهاية تم الاتفاق على تقسيم الأحباء إلى مجموعتين الرافضين على حدة والموافقين على حدة وقد بلغ عدد الرافضين 41 شخصا فعلا عن 39 شخصا حاملين للتوكيل الشخصي. وبما أن العدد الجملي للحضور 200 شخص فالمطلوب ثلثي الأصوات لتأييد مشروع الهيئة المديرة أما في صورة بلوغ عدد الرافضين 67 شخصا فإن المشروع الذي تقدم به السلامي وجماعته يسقط في الماء.
لكن لما بلغ عدد الرافضين للمشروع 57 صوتا حصلت بعض المناوشات بين المؤيدين والرافضين وصلت حتى الاعتداءات اللفظية والبدنية مما أجبر رئيس النادي على المطالبة بتأجيل الجلسة إلى موعد لاحق لكن أمام تدخل أطراف أخرى أعلن المشرفون على عملية التصويت عن النتيجة النهائية وهي 57 صوتا معارضا و143 صوتا مؤيدا للمشروع لكن ما حصل قوبل باحتجاج كبير من طرف المعارضين الذين قرروا رفع قضية في التجاوزات الحاصلة وتكليف محامين للدفاع عن حقوقهم وبالتالي إبطال ما أسفرت عنه الجلسة من قرار يقضي ببيع المركب.
السلامي يصر على التأجيل
إثر انتهاء عملية التصويت اتصلت «الشروق» برئيس النادي السيد المنصف السلامي لأخذ رأيه حول ما حصل من تجاوزات فقال: أنا لا أقبل هذه التجاوزات وهذا العنف اللفظي والمادي الذي حصل في القاعة بين شقين اختلفا في الاراء فهناك مبادئ وجب احترامها فأنا مع حرية الرأي والديمقراطية والشفافية مع احترام من الرأي المخالف ورغم أن التصويت في صالح المقترح الذي تقدمت به بحصوله على 143 مؤيدا فإني سوف لن آخذ ذلك بعين الاعتبار وقررت ضبط موعد اخر لهذه الجلسة بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع و تمكين كل المنخرطين من التعبير عن رأيهم في كنف الديمقراطية بعيدا عن الضغط والتجاوزات.