عرف الحراك الديني بطبلبة بعد الثورة نشاطا متميزا من خلال المحاضرات والدروس وكذلك حلقات الذكر وتحفيظ القران الكريم حيث نجد كل المهتمين بالشأن الديني وخاصة الجمعية القرآنية بطبلبة
مجتهدين لرد الاعتبار لمدرسة سيدي عياش والتي تعتبر منارة علمية منذ القرن الرابع عشر ميلادي، أجيال متعاقبة كرعوا من مناهلها منذ ستة قرون وفدوا من الشرق والغرب ومازالت تضطلع هي الأخرى بدورها الحضاري لا يعرف تاريخ تأسيسها بالضبط لكن صاحب الضريح دفن بها سنة 739ه/1338م وهو تاريخ وفاته.
المدرسة العياشية كانت تستقطب طلبة العلم حيث ولدت علاقة متينة بين أحفادها وأتباعها استمرت عبر الزمن الطويل ولم تنقطع إلا في أوائل خمسينات القرن العشرين، فكانوا يقيمون في أواخر فصل الربيع من كل سنة، أسبوعا أو أسبوعين وحتى ثلاثة، بزاوية سيدي عياش، فكان القارئ منهم يشارك مع قرائها في تلاوة أحزاب من القرآن الكريم، وفي قراءة أوراد من دلائل الخيرات بعد صلاة الصبح كل يوم، وصلاة المغرب، إلى وقت متأخر من الليل كما كان للزاوية وروادها دور كبير في إحياء المواسم الدينية بالذكر والإنشاد وتلاوة القرآن، فكان الاحتفال بالمولد النبوي .
ولعل ما يشغل الكثير من أهالي طبلبة اليوم أن يتم إعادة الاعتبار لهذه المنارة من قبل الحكومة لتصبح مؤسسة أكاديمية لتدريس الفقه والحديث النبوي وتحفيظ القرآن الكريم وتكوين الأيمة الخطباء وربط الصلة بينها وبين جامع الزيتونة لتصبح نواة جامعية في التكوين الديني .