وسط أمل إقليمي ودولي بالتزام الأطراف السورية بوقف إطلاق النار ابتداء من اليوم الخميس رفعت طهران لاءاتها الثلاث مشددة رفضها المطلق لتنحي الأسد والتدخل الدولي والحرب الأهلية في أرض الشام فيما حذر كوفي عنان من مغبة تسليح المعارضة السورية. وقال كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية أمس إن الحكومة السورية أكدت احترامها والتزامها وقف إطلاق النار مع مقاتلي المعارضة السورية.
تحسن أمني في سوريا
وأعرب عن أمله في حدوث تغيير جوهري وتحسن أمني ملحوظ في حال التزم الطرفان بوقف القتال ابتداء من اليوم الخميس. وأعلن أنه تسلم تعهدا مكتوبا من دمشق بوقف العمليات العسكرية ابتداء من اليوم الخميس.
ونبه أن تسليح المعارضة السورية بناء على المطالب السعودية والقطرية والتركية سيكون كارثيا على المنطقة برمتها. وأشار عنان خلال مؤتمر صحفي جمعه بقائد الديبلوماسية الإيرانية علي اكبر صالحي يفي العاصمة الإيرانيةطهران : إنه من المهم أن تعمل الحكومات الإقليمية مع سوريا لحل الأزمة مشيرا إلى أن إيران يمكن أن تكون جزءا من الحل.
تأييد مشروط
في المقابل , عبرت طهران عن تأييدها لخطة عنان طالما أنها لا تدعو ولا تؤدي إلى تنحي الأسد عن السلطة. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه يجب منح الحكومة السورية الفرصة لإجراء التغييرات التي تعهد بها الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف أن «الشعب السوري يجب أن يتمتع بمجموعة من الحقوق الأساسية على رأسها حرية التعبير وحرية تشكيل الأحزاب السياسية والمشاركة في الحياة السياسية الحرة والنزيهة لكننا في الوقت نفسه نرفض التدخل في شؤون كل الدول بما فيها الدولة السورية».
دعوات لاشعال سوريا
وفي الطرف المقابل , زعم عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس أن المجتمع الدولي «يتخلى عن» الشعب السوري وانه يجب تسليح المعارضة السورية لإنهاء القمع الذي يشنه النظام، على حد قولها.
ودعا السناتور الجمهوري جون ماكين أمام الصحفيين عقب زيارته لمخيم اللاجئين على الحدود بين سوريا وتركيا القوى الأجنبية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية على إقامة وحماية مناطق داخل سوريا يمكنهم فيها أن يتلقوا تدريبا عسكرياً.
وأضاف «المجتمع الدولي يتخلى عن الشعب السوري... الوسيلة الوحيدة للارتداد عن هذا الأمر يكمن في مساعدة المعارضة على تغيير ميزان القوة العسكرية على الأرض». وفق ادعائه.
من جانبه قال السناتور المستقل جوزيف ليبرمان «يتعين علينا أن نقدم أسلحة ل «مقاتلي الحرية» وفق تسميته لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم وعن عائلاتهم في الحد الأدنى»، معتبرا «أن خطة كوفي عنان، المبعوث العربي والأممي إلى سوريا فاشلة».
يذكر ان النائبين الأمريكيين قد أديا زيارات عديدة إلى بلدان الربيع العربي وعلى رأسها تونس وليبيا ومصر وحظي ماكين باستقبال رسمي حميمي من طرف رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي.
وفي سياق متصل , اكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي ان موسكو مستعدة للمفاوضات مع كافة ممثلي المعارضة السورية، الداخلية منها او الخارجية. وقال نائب الوزير في تصريح لقناة «روسيا اليوم» الناطقة بالانقليزية: «نحن منفتحون على الاتصالات مع كافة اطياف المعارضة» مضيفا انها على اتصال بالمعارضة السورية في الخارج، إلا ان لقاءات مع ممثليها في موسكو لم تعقد. وقال: «سنكون مسرورين لدعوتهم الى موسكو وبدء الاتصالات السياسية معهم».
واشار الى ان الشيء الوحيد الذي تدعو له موسكو المعارضة السورية هو وقف العنف، مضيفا : لقد تحدثنا مع الحكومة السورية، واعلنت رسميا انها مع العملية السياسية وعلى استعداد لبدء المفاوضات مع المعارضة. إلا أنني أود التشديد على ان المشكلة الآن في المعارضة بالذات، فهي متشتتة وغير موحدة، ويشير الكثير من الساسة الى انه من الصعب تحديد الطرف الذي يجب اجراء الحوار معه».
وفي وقت لاحق من مساء أمس أكدت وزارة الدفاع السورية التزامها بوقف القتال والعمليات العسكرية ابتداء من صباح اليوم الخميس إلا أنها شددت على أنها لن تتوانى عن الرد عن أي إطلاق نار يستهدفها.