بشكل استثنائي, هاجمت واشنطن مساء أمس المعارضة المسلحة السورية مؤكدة أن بحوزتها تقارير موثقة عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان فيما أعربت قائدة الديبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قناعتها بأن الحكم على التزام دمشق ب «ورقة عنان» لا يكون بالأقوال وإنما بالأفعال. وقال السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد أمس إن لديه تقارير تفيد بأن جماعات المعارضة السورية مارست انتهاكات لحقوق الإنسان مثلها مثل القوات الحكومية محذرا الجانبين من إعادة اقتراف هذه الأفعال .
منذ العام الماضي
وفي إجابته خلال جلسة في الكونغرس عن سؤال تمحور حول تقارير منظمة هيومن رايتس واتش التي اتهمت المعارضة باقتراف انتهاكات لحقوق الإنسان قال فورد: كان لدينا تقارير مثل تلك الموجودة لدى هيومن رايتس واتش خلال العام المنصرم عندما أضحى بعض القتال خطيرا في حمص. وأضاف لقد أثرنا مثل هذه التقارير في سوريا عندما كانت السفارة مفتوحة وبحثناها مع بعض ممثلي مجلس الثورة المحليين.. وأكدت لهم أنهم سيحاسبون وفقا لنفس المعايير إذا كانوا يرغبون في الحصول على دعم من الدول الغربية. وتابع أن واشنطن أثارت الموضوع مع المجلس السوري مشيرا إلى أن الأخير أصدر الأسبوع الماضي بيانا أكد فيه أن مثل هذه الانتهاكات تتناقض مع ما يناضلون من أجله. وشدد عل أنه كلما استمر العنف لفترة أطول كلما أصبح الوضع أسوأ ونتيجة لهذا فسوف نشاهد عددا كبيرا من المتشددين في الجانبين الذين ليسوا بالضرورة مدافعين عن حقوق الإنسان يكسبون نفوذا ويمثلون مشكلة حقيقية وهذا هو السبب في أننا نحتاج إلى تحرك واسع النطاق.
التزام صريح
وبالتوازي مع هذه النبرة الجديدة , دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المعارضة السورية الليلة قبل الماضية إلى تقديم التزام صريح بإشراك كل السوريين وحماية حقوقهم في إطار عملية سياسية انتقالية.وأذكت الانقسامات والانسحابات التي عصفت أول أمس بمؤتمر المعارضة السورية في اسطنبول المخاوف من امكانية انزلاق سوريا في صراع طائفي وعرقي مثلما حدث في العراق بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة له عام 2003.
وطالبت كلينتون المعارضة السورية بطرح رؤية تشمل الجميع في سوريا وتحترم حقوق الاقليات. وجاءت تصريحات كلينتون قبل اجتماع لدول غربية وعربية في اسطنبول الأحد القادم لمناقشة عملية انتقال سياسي في سوريا.وأضافت «سنضغط عليهم أي على المعارضة بشدة لتقديم مثل هذه الرؤية في اسطنبول. ولهذا فإن امامنا الكثير من العمل من الآن وحتى يوم الأحد».وحول قبول دمشق بورقة عنان لتسوية الوضع في سوريا, أكدت ذات المتحدثة قبول الرئيس السوري بشار الأسد خطة السلام التي طرحها كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله داعية الرئيس الأسد إلى أن يأمر قواته على الفور بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق السكنية.وقالت «بالنظر إلى تاريخ الأسد في الافراط بالوعود وعدم تنفيذها فان هذا التعهد يجب ان يقترن الان باجراءات فورية.. سنحكم على صدق الأسد وجديته بناء على افعاله لا اقواله». وفقا لتعبيرها.
بدورها, أكدت باريس أن مؤتمر أصدقاء سوريا 2 سيحكم على الرئيس الأسد من خلال الأفعال وليس الأقوال. وفي ذات سياق تسليط الضغوط على المعارضة السورية , اعلن الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ان موسكو تعول على ان تحذو المعارضة السورية حذو السلطات وتدعم خطة كوفي عنان المبعوث الاممي العربي لتسوية الازمة السورية.وقال لوكاشيفيتش في تعليقه على جهود كوفي عنان ان موسكو تلقت بارتياح اعلان كوفي عنان عن تأكيد دمشق موافقتها على خطته .واضاف «نحن على قناعة بان ذلك يتيح فرصة واقعية لتحقيق التطلعات المشروعة لكل السوريين مع احترام سيادة البلاد واستقلالها ومع ابداء المجتمع الدولي دعمه الجماعي لمهمة كوفي عنان. ويجب عدم تفويت هذه الفرصة».