أصبح أهل الاختصاص في القطاع الفلاحي خلال السنوات الأخيرة يعطون أهمية كبيرة الى الفلاحة البيولوجية وخاصة تأثير المنظومات الزراعية على جودة الأغذية وعلى صحة الانسان. وتعتبر الفلاحة البيولوجية نمط انتاج بيئي لا يستعمل فيه المواد الكيميائية المصنعة. يهدف هذا النمط من الانتاج الى جودة عالية وحماية المحيط وتدعيم التوازنات الطبيعية والمحافظة على ديناميكية النسيج الريفي لذلك تمر عملية التحويل من النمط الزراعي العادي والتقليدي الى النمط البيولوجي بمرحلة انتقالية ممتدة منذ بداية تغيير المنظومة الاولى الى الموعد الذي تدخل فيه الضيعة الى منظومة الفلاحة البيولوجية حسب مصادرنا.
ويضيف بأن فترة التحويل تدوم عادة سنتين بالنسبة للزراعات السنوية و3 سنوات بالنسبة للزراعات الدائمة ويعطي مثالا لذلك الأشجار ويؤكد مصدرنا بأن هذه المرحلة تهدف الى الحصول على منظومة زراعية مستديمة وتؤدي الى تحسين خصوبة الأرض والتقليل من الأمراض والأعشاب الطفيلية والتخلص بالتالي من رواسب الادوية لدى الزراعات والتربة لذلك فإن تكثيف المردودية الفلاحية تستوجب حتما السيطرة على كل الآفات والأمراض التي تحد من نسبة الانتاج في كل طور من أطوار الزراعة.
مردودية متقاربة في بعض الزراعات
أوضحت التجارب الأولية ببلادنا حسب احد المختصين في الميدان الفلاحي أن مردودية زراعة الزيتون في الانتاج البيولوجي تتراوح بين 14 و40 % بالمقارنة مع الانتاج التقليدي في حين أن زراعة الخضر تكون مردوديتها اضعف في الانتاج البيولوجي بنسبة 20 الى 30 % أما زراعة الخضر الورقية فتكون مردوديتها متشابهة بين النمطين البيولوجي وغير البيولوجي. في حين تكون زراعة الخضر الشتوية أضعف من ناحية المردودية في الانتاج البيولوجي بنسبة تتراوح بين 10 و20 % . يضيف مصدرنا بأن انخفاض المردودية في زراعة الخضر ناتج عن عدم استعمال بعض المدخلات البيولوجية مثل مواد حماية النباتات المسموح باستعمالها في الفلاحة البيولوجية لأنها غير متواجدة ببلادنا.
الفلاحة البيولوجية تحد من الانجراف.
تعرف جل الأراضي الفلاحية بسليانة بأنها مهددة بآفة الانجراف والانزلاق وذلك من جراء عدم ضبط خطة متناسق للحد من هذه الآفة والمتمثلة في تهيئة مصبات الأودية بالغراسات والتقنيات اللينة ومواصلة عمليات التثبت ,كما وجب أيضا حماية مصبات السدود والبحيرات الجبلية بالتشجير الغابي.
كما ان الفلاحة البيولوجية تقلل من مخاطر الانجراف والانجراد لذلك وجب على المعنيين بالأمر من المسئولين في المجال الفلاحي جهويا ووطنيا سوى تشجيع الفلاحين صغارهم قبل كبارهم على انتهاج منهم هذا النمط البيولوجي لما له من فوائد جمة سواء على صحة الأنسان أوعلى مستوى أديم الأرض التي أنهكتها المواد الكيميائية من فرط الاستعمال أوعلى مستوى قله التكلفة المادية بالنسبة لتعاطي هذا النشاط خاصة وان انتاجه سريع التسويق خارج حدود الوطن.