تطوّرت غراسة الزياتين ببلادنا وعرف هذا القطاع إنتعاشة كبرى خلال الفترة الأخيرة وذلك من خلال الأرقام القياسية التي حقّقتها صابة الزياتين بكامل تراب الجمهورية وعندما نتحدث عن قطاع الزياتين فإننا آليا نتحدّث عن الفيتورة والمرجين (فواضل معاصر الزيتون) والتي يبلغ عددها 1702 معصرة في مختلف مناطق البلاد، تفرز سنويا حوالي 600 ألف متر مكعّب من هذه المادة وما بين 350 و450 ألف طن من الفيتورة. وعلى ضوء هذه الأرقام يبقى السؤال المطروح مامدى جدوى هذه المادة وكيف يتمّ التصرف فيها؟ توجهنا بالسؤال الى السيدة منيرة غربي سهلول رئيسة قسم الإنتاج النباتي بولاية سوسة والتي اعتبرت أن الوعي بالتصرف في هذه المادة مطلوب خاصة بالنسبة للفلاحين وأصحاب المعاصر خاصة نظرا للإنعكاسات الكبيرة التي تخلفها هذه المادة على الغطاء النباتي وتقول محدثتنا «إننا نعمل على توعية الفلاحين وأصحاب المعاصر كما يجري العمل حاليا على مقاومة ظاهرة السكب العشوائي لمادة المرجين ووجوب العمل بمبدإ الإشتراك في المصب الجماعي من طرف أصحاب المعاصر» وتشير محدثتنا الى أنه تمّ رصد 4 مصبات مراقبة لإلقاء مثل هذه المواد بداخلها. تأثيرات بيئية سلبية لقد حجّر المشرّع التونسي إتلاف مادة المرجين في مجاري الأودية والبرك المائية أو تصريفها عبر قنوات الصرف لما تسبّبه من تعطيل لسير محطات التطهير وتكمن خطورة هذه المادة خاصة على المستوى البيئي كما تحدث هذه المادة تلوّثا بصريا. المرجين لتحسين الإنتاجية أظهرت العديد من الدراسات أهمية هذه المواد خاصة عند استغلالها في القطاع الفلاحي حيث تساهم نفايات مادة المرجين في تحسين الخاصيات الكيميائية والفيزيائية للتربة والرفع في الإنتاجية الفلاحية.. هذا وتقدر كمية مادة المرجين في تونس بحوالي مليون متر مكعب في السنة كما تساهم هذه المواد في توليد الطاقة الحرارية أو الكهربائية. كما أكدت العديد من التجارب أن إستعمال مادة المرجين يساهم في تحسين مستوى المواد العضوية وبفضل هذه المادة تحسنت طاقة خزن الماء وتراجعت نسبة نفاذ التربة مما أسهم في تحسن المردودية والإنتاجية وتحسين الخاصيات الكيميائية والفيزيائية للتربة التي أصبحت خصبة بفضل هذه المادة. ماذا عن الفلاحة البيولوجية؟ لا يخفينا أن مادة المرجين يقع اعتمادها في الفلاحة البيولوجية خاصة في عمليات تسميد الزراعات البيولوجية. لتبقى النتائج أولية ومن هنا تكرار التجارب الخاصة بإستعمالات هذه المواد ضرورة خاصة وأننا عندما نعلم بأن قرابة 1300 معصرة تقوم بإلقاء ما يقارب 700.000 طن من مادة المرجين.. ان هذه الأرقام تشكل في الحقيقة تحديا بيئيا كبيرا يبقى التصدي لمخلفاته وإيجاد حلول جذرية لهذه الإفرازات ضرورة ملحّة