قال أحمد التليسي الحارس الشخصي للزعيم بورقيبة سابقا من على منبر الذاكرة الوطنية: «نعم أنا مستعد للمحاكمة شريطة أن تقع محاكمة كل من أخطأ في تاريخ الحركة» وذلك عقب نشر مقال تحدث فيه صاحبه عن أن اعتراف التليسي بتعذيب اليوسفيين يوجب محاكمته.
وقد اعترف التليسي على نفس المنبر بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بعمليات تعذيب اليوسفيين بحكم مباشرته لها وإشرافه شخصيا عليها، وقال أيضا إنه كان عرضة الى عدة محاولات اغتيال من قبل اليوسفيين.
وفسّر التليسي اته لم يقصد بكلمة التعذيب ما اعتقده البعض.. كأن يكون مشابها للتعذيب الذي تعرض له الوطنيون في غياهب السجون زمن الاستعمار.. لأن ما فعله لم يتجاوز صفعة على الخد أو تخويفا بالسلاح أو ضربا بأنبوب مطاطي أو حرمان السجين من الأكل.
ويقول مؤرّخون إن اليوسفيين ضالعون أيضا في عمليات تعذيب بحق خصومهم... فمن الجلاد ومن الضحية ومن يحاكم الآخر وما هي مقاييس المحاكمة والأدلة على ارتكاب جرائم وتجاوزات من الجانبين؟.
ومن المنتظر أن يوضّح الجدل حول مدى تورّط السيّد الباجي قائد السبسي في تعذيب مجموعة 1962 التي قادها المرحوم الأزهر الشرايطي المزيد من المعطيات والأكثر من ذلك مدى نجاعة فكرة المصالحة والتي كان بدأها السيّد منصف المرزوقي عندما سعى إلى المصالحة بين عائلتي الزعيمين بورقيبة وبن صالح بمناسبة الاحتفال مؤخرا بذكرى عيد الاستقلال.