في الايام الاولى من انطلاق الشرارة الاولى لثورة الحرية والكرامة تعرض شقيق أشرف الى حمى من جراء الم في حلقه فسارعت العائلة الى نقله من اولاد حفوز الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد قصد علاجه.
وكان الصبي اشرف من بينهم «واثناء وصولنا الى المدينة كانت في الشارع حشود غفيرة وكان رجال الامن في مواجهة معهم ويطلقون وابلا من القنابل المسيلة للدموع مما ادخل الذعر والخوف في نفس الملاك اشرف الذي لم يتمالك عن البكاء والصياح داخل السيارة التي كنا على متنها وبعد لأي تمكنا من اجتياز الحواجز الامنية وبصعوبة توصلنا الى اجراء الفحوصات الازمة على شقيقة آدم واقفلنا راجعين دون ان نعطي للأمر حسابا ...مضت أيام قلائل وبدت تظهر على الطفل ملامح المرض حيث صار كثير التبول وشديد اللهفة على شرب الماء وبلغ بالطفل الحد الى الدخول في غيبوبة فما كان منا الا ان نقلناه بداية الامر الى مركز الصحة الاساسية بأولاد حفوز وهناك لم يتوصل الطاقم الطبي الى الكشف عما اصاب الصغير ».
وبعد مدة اخرى بدأ الطفل في الشحوب وعزف عن الاكل واللعب «فنقلناه ثانية الى مركز الصحة الاساسية بأولاد حفوز ومنه الى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس وكانت الفاجعة الكبرى للعائلة عندما اعلمونا ان الصبي تعرض الى « فجعة» كانت كافية لإصابته بمرض السكري حيث قرر الاطباء إيواءه بقسم العناية المركزة بالمستشفى مدة 24 ساعة ثم الى مستشفى الهادي شاكر بقسم الاطفال لمدة 11 يوما ومنذ ذلك الوقت ظل الطفل حيا ميتا يعاني من مرض مزمن عفى الله الجميع علما وان لا احد من العائلتين المتصاهرتين مصاب بهذا المرض » هكذا تحدث الينا فوزي هرابي والد الطفل بكل حسرة واسى وصمت مدة ثم واصل حديثه قائلا :«فلذة كبدي غيرت الثورة مجرى حياته واطبق على العائلة ظلام دامس عجزنا عن مجابهته وصار كل فرد من العائلة يفكر في مصير الصبي إن ظل في عداد الاحياء». وتساءل فوزي «هل يصعب على الحكومة الحالية انقاذ حياة ابني على غرار الجرحى والشهداء وكذلك ابن الرئيس الهارب الذي انصفوه حين وافوه بجميع وثائقه الشخصية كسائر اطفال تونس الابرياء الذين لا ذنب لهم فيما يرتكبه اباؤهم ؟؟ وهل يصعب على الحكومة ان تنصف الفقراء والمحتاجين مثلي خصوصا وان والدي قد كان رائدا في معركة الجلاء ببنزرت وله وسام يخلد ذكراه ولم يقطف من ثمار الاستقلال سواه وتغاضت الحكومات المتتالية على تونسنا الحبيبة على ظروفه وهوالان يبلغ من العمر 73 عاما محروم من كل الامتيازات التي استفاد ويستفيد منها من لم يرفع ولو بعصى في وجه الاستعمار ».
وفي الختام ناشد فوزي جميع الجمعيات الحقوقية والجهات الخيرية التدخل لانتشال ابنه من براثن الخصاصة والمرض خصوصا وانه يفتقر الى ابسط مقومات العيش الكريم التي جاءت من اجلها الثورة المباركة ويعاني من اعاقة عضوية .