مازالت عديد الأرياف والمناطق النائية تستعمل الآبار والعيون للتزود بالماء الصالح للشراب لذلك فان نسبة هامة من المتساكنين تعاني الامرين من جراء هذه المعضلة ووفق مصادر مطلعة فإنه ستقع خلال السنة المقبلة دراسة مشروع استغلال مياه سد سليانة. تعرف ولاية سليانة بكثرة أريافها المنتشرة بكامل ربوعها لذلك تقدر نسبة المتساكنين بهذه البقاع قرابة ال 60 % وبالرغم من هذه النسبة الكبيرة المتمركزة بالدشر والقرى والمناطق النائية إلا ان التفقير والحرمان والتهميش مازال قاسمهم المشترك تجلى ذلك من خلال التغييب الفاضح لأدنى مقومات العيش الكريم بالنسبة لهذه الفئة من المجتمع التي ظلت تجاهد جهاد الجبابرة منذ حقبتين من الحكم ببلادنا تفننوا في حرمانهم من أبسط ضروريات الحياة والمتمثل في الماء الصالح للشراب لذلك عرفت هذه الفئة من المجتمع التهميش بكل أشكاله ومعانيه من جراء انعدام قطرة ماء صحية قريبة من محل سكناهم تقيهم عذاب البحث عنها بآبار وعيون وأودية ملوثة ينهل منها الانسان كما الحيوان وما تخلفه هذه الحالة من عوارض صحية لا يحمد عقباه لكن رغم ذلك استسلموا للقدر وارتووا من هذه العيون والآبار مكرهين بالرغم من مناشدتهم المتكررة للسلط المعنية.
مخاوف ومعاناة
المجتمع الريفي بولاية سليانة يربطهم قاسم مشترك في فصلي الشتاء والصيف إذ أحلى هذين الفصلين مرّ فأما الاول وإن كان مصدرا لثراء التربة وانتعاش الطبيعة من جراء سيلان أمطاره على البسيطة فانه مصدر قلق دائم ومخاوف لأنه يحد من حرية تنقلهم لجلب حمولة ماء على ظهر الاحمرة لذلك تنطلق معاناتهم عندما يصعب توفيرها و تشتد عندما تطول مدّة انتظارهم.
أما صيفهم فهو الآخر لا يقل مشاكل عن فصل الشتاء إذ يقل منسوب المياه بالآبار والعيون من جراء اشتداد الحرارة ويبدأ موسم البحث عن قطرة ماء وكل هذه المعاناة يمكن تفاديها بجرّة قلم من النظام البائد من خلال تقريب الخدمات المائية لهؤلاء السكان المعزولين.
مشاريع وبرامجمن جملة المشاريع والبرامج التي ستحظى بها ولاية سليانة لدعم المناطق السقوية والتزود بالماء الصالح للشراب وتعبيد المسالك الفلاحية ما تم تخصيصه من ميزانية لتدعيم هذه المشاريع قدرت ب 25,8 مليون دينار. ومادمنا نتحدث عن معضلة التزود بالماء الصالح للشراب بالنسبة للأرياف والمناطق النائية فقد تم ايضا رصد مبلغ اضافي مقدر ب 8,6 مليون دينار سيخصص أساسا لمشاريع التزود بالماء الصالح للشراب واحداث مشاريع اخرى تهم المناطق السقوية وأشغال المحافظة على المياه والتربة سيمتد انجازها حسب مصادرنا المطلعة على مدى ال3 سنوات القادمة.
كما سيتم أيضا خلال السنة المقبلة اعداد دراسة فنية لتركيز محاور لجلب مياه سد سليانة واستغلالها لتزويد المناطق التي تفتقر للماء الصالح للشراب ناهيك وأن نسبة التزويد بالماء الصالح للشراب بكافة معتمديات ولاية سليانة مازالت ضعيفة مقارنة بالمعدل الوطني إذ لم تتعدى ال 86 .%
ومثل هذا البرنامج إن عرف طريقه الى النور فحتما سيستأصل داء العطش الذي استفحل جل ارياف ولاية سليانة وسيحد من معاناتهم وسيكون حافزا لتثبيتهم بمقر سكناهم وعدم التفكير في هجرها.