يعاني أهالي جندوبة منذ عقود من تردي مياه الشرب وهو ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى اللجوء إلى التنقل خارج المدينة للتزود بالمياه العذبة من بعض العيون القريبة. جندوبة «الشروق»: مازالت مسألة تزويد مدينة جندوبة وأحوازها بالماء الصالح للشراب من المسائل المعقدة والتي تثير التساؤل والإستغراب وصرخات الفزع من حين لآخر جراء نوعية الماء وطريقة ايصاله رغم أن الجهة تزخر بموارد مائية هامة تقدر ب:362 م3 من الموارد المائية المعبئة عن طريق 4 سدود كبرى و17 سد تلي و39 بحيرة جبلية وآبار لم تكن لتحقق المطلوب من المياه كما وكيفا فظهرت بذلك ومنذ سنوات بوادر أزمة وصعوبات تتعلق بنوعية المياه والتخوف من حصول خلل يتسبب في العطش . ويبلغ عدد سكان مدينة جندوبة والتجمعات السكانية المحاذية لها حوالي 75 ألف نسمة تتزود بالماء الصالح للشراب من قناة متأتية من سد بني مطير قطرها 400 مم بالإضافة إلى بئرين عميقتين .وخلال فترات ذروة الطلب (أواخر الربيع وكامل الصيف )يقع التركيز على استعمال جزء كبير من المياه المتأتية من البئرين المتصفتين حسب عديد التحاليل المخبرية بارتفاع نسبة الملوحة والكلس مما يساهم في تدني نوعية ماء الشرب الذي يتغير طعم مذاقه لدرجة لا يجد مستعمله عسرا في اكتشاف تغير طعمه إضافة للإصابات المتعددة بمرض الكلى والذي يكون بنسبة مرتفعة عند متساكني المدينة ولكن دون تدخل يخلص المدينة وأحوازها من هذا الواقع المرير . هذا من ناحية النوعية والجودة أما من ناحية ناحية تأمين التزود سواء كان الجلب أو التوزيع فالمدينة مرتبطة بقناة جلب وحيدة وتوزيع وحيدة أيضا مما قد ينجر عنه الإنقطاع الكلي للتزود في حالة وقوع عطب كما حدث في صائفة 2010 حين حين تعطبت قناة التوزيع على مستوى منطقة الصوالة (04 كلم عن المدينة )مما سبب بقاء سكان المدينة بدون ماء لمدة يومين وما رافق الواقعة من استياء ورحلة شاقة ومضنية إلي مناطق مجاورة وعيون طبيعية من أجل تحصيل الماء الصالح للشراب ويبدو أن العبرة من الحادثة لم تأخذ وبقي الوضع كما هو عليه ولم تظهر أي مؤشرات توحي بالعزم أو التفكير في إيجاد حلول للمسألة . قلق متزايد وغياب الحلول الجدرية قلق متساكني مدينة جندوبة وأحوازها لم يعد خافيا وقد أكده للشروق عدد هائل منهم أن رداءة مياه الشرب وإمكانية وقوع الخلل بين الحين والآخر بات واضحا للعيان ومن اليسير اكتشاف نوعية المياه المقدمة والتي لا تصلح للشرب خاصة خلال فصل الصيف مما يضطر سكان المدينة إلى استعمال المياه المعدنية رغم الكلفة الباهضة أو التنقل للمناطق المجاورة والعيون لتحصيل المياه .كما لم يخف عدد آخر من المتساكنين استغرابهم من النوعية المقدمة من المياه للمدينة والحال أن عديد المناطق الأخرى المجاورة والبعيدة تتمتع بمياه عذبة وأفضل جودة متأتية من سدود والمائدة المائية للجهة وختموا بالقول «أليس الأقربون أولى بالمعروف ولا يجوز الخير إلا بعد أن يكتفي أهل الدار». الحلول ممكنة ولكن .. تأرجح مسألة الماء الصالح للشراب بين النوعية والتامين أصبح مصدر قلق وهاجس لا مثيل له لذا تعالت النداءات وتتالت المطالب من أجل تجاوز هذا الوضع وتخليص المدينة من هذا الواقع وذلك باتخاذ تدابير عاجلة أكد أهل الاختصاص أن الحلول تكمن في مسألتين اساسيتين تتمثل الاولى في تغيير القناة المبرمجة ضمن مشروع المحاور لتزويد الأرياف بالماء الصالح للشراب في مسارها الحالي من مفترق بلاريجيا إلى منطقة الصوالة على مسافة كيلومتر ونصف تقريبا وكذلك تغيير قطرها المبرمج من 200مم إلى 400مم وربطها مع خزان الصوالة مما يساهم في تحسين النوعية وإضافة مصدر جديد في تأمين التزود علما وأن مياه الشرب في إطار مشروع المحاور متأتية من سد بوهرتمة. اما المسالة الثانية الملحة فهي مد قناة إضافية من الشبكة المبرمجة لتزويد منطقة العيثة وربطها بشبكة التوزيع الحالية عبر المدخل الشرقي للمدينة لتقوم بتأمين الجلب والتوزيع لمجابهة العطب الممكن حصوله في قناة التوزيع الرئيسية الممتدة من منطقة الصوالة إلى مدينة جندوبة . إجمالا إمكانية إنقاذ المدينة وسكانها من رداءة مياه الشرب وتأمين وصولها في أفضل الظروف تبقى ضرورية وممكنة من خلال ضخ مبلغ مالي إضافي لتغيير القناة ومد قناة جديدة بعيدا عن لغة الدراسات والممكن وغير الممكن لأنه آن الأوان ليتخلص سكان المدينة وأحوازها من النوعية الرديئة من الماء كما وكيفا .