... حبّ لا يرى الشمس... شجن ووهن... وأغاني دموع... خيانات وخلافات... انتقام وتهديد... ولعب الميسر بالمليارات... ففي العالم الافتراضي بإمكانك أن تصبح وطنيا أو خائنا كما أنك قد تتحول الى ملياردير أو مفلس... فهنا كل شيء جائز ولا يحتاج الا أن تكون قابلا للتأقلم مع الوضع. ... التونسي والعالم الافتراضي... قصة طويلة.. لها بداية.. لكن لا أحد يعرف متى تنتهي فعلا.. عالم كبير قد تحقق فيه كل الأحلام والأمنيات لكن كل شيء بداخله افتراضي أشياء قليلة فقط قد تتحول الى حقيقة وهي التعرف الى أشخاص على أرض الواقع أو التعرض للمحاكمة بسبب جريمة افتراضية. لكن كيف يعيش التونسي عالمه هذا؟ حب لا يرى الشمس ... يطلقون عليه حب لا يرى الشمس نسبة لكونه منفي وسط جهاز كمبيوتر وبين أسطر «الشات» او رسالة الكترونية... في صفحة تويتر او فايس بوك المهم أنه لا يمر الا عبر خطوط لاسلكية.. قد يخرج من الأحرف الى الفيديو المباشر... حب لا يعترف بالمسافات او المدن.. ولا حتى بالمجهول حتى وان كان افتراضيا.. لكنه قد يتحول أحيانا الى حقيقة فتصبح العلاقة فعلية قد تنتهي بفنجان قهوة أو زواج... أو معركة حامية الوطيس. خيانة لكنها افتراضية ... العالم الافتراضي مثلما يحفز الحب ولو بصورة رقمية وهوية وهمية فإنه يوفر الخيانة أيضا فليس مهما أن تخون واقعا ما دام العالم الافتراضي مفتوحا الى العالم... وكانت احدى المحاكم شهدت أول قضية طلاق للضرر بسبب خيانة افتراضية. ملياردار في ليلة واحدة ... بإمكانك أن تكون فردا من المزرعة السعيدة.. كما يخوّل لك هذا العالم الدخول الى أفخم كازينوهات «القمار» الميسر فلا تحتاج لجواز سفر أجنبي وبإمكانك ان تمارس كل هواياتك وأن تهدر ثروتك في دقائق كما بإمكانك أن تكسب المليارات في ثوان معدودات.. كما بإمكانك ان تحصل على هدايا وترسل أيضا بهدايا مهما غلا ثمنها. لكن المهم أنها افتراضية... مناضلون خلف شاشة حاسوب ... بعضهم بأسماء مستعارة وآخرون بهوياتهم.. يحتلون رتب مناضلين فتراهم متعصبين لهذا أو ذاك ويمارسون كل فنون النشر والتعبير فيتلقون التهديد من الخصم ويدخلون في جدال قد لا ينتهي... ويصنعون أبطالا لكن الاشكال الوحيد ان هذا الشكل النضالي افتراضي. ففي العالم الافتراضي بإمكانك ان تكون ما تريد دون الحاجة لتكون ملزما بأي قانون أو شروط... اذ بإمكانك ان تكون يساريا او يمينيا... شاعريا أو مجنونا.. فقيرا او غنيا.. بإمكانك ان تكون ما لست أنت عليه في حقيقة الامر وان تغيّر من نفسك بجرة كمبيوتر... ففي العالم الافتراضي «أنت كل شيء تريد...»