يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا استثنائيا في الدوحة اليوم للبحث في تداعيات الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني أحمدي نجاد الى جزيرة أبو موسى الاماراتية ، في حين تمسكت طهران بملكية الجزر الثلاث المتنازع عليها وهددت الامارات. يعقد الاجتماع الوزاري الخليجي في الدوحة بطلب من دولة الامارات التي دانت بشدة زيارة نجاد واعتبرت أنها تكشف «زيف الادعاءات الايرانية» بالرغبة في اقامة علاقات جيدة مع دول الجوار. وفي الوقت نفسه طالبت الامارات دول مجلس الأمن بدعمها بخصوص الجزر الثلاث.
وقدمت دول مجلس التعاون شكوى الى الأممالمتحدة ضد ايران قالت فيها ان زيارة الرئيس الايراني تشكل «خرقا فاضحا لمبادئ ميثاق المنظمة الدولية وأحكام القانون الدولي، وانتهاكا صارخا لسيادة دولة الامارات العربية المتحدة».
انتقادات
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني أمس أن اجتماع الدوحة سيخصص لمناقشة مستجدات الاحتلال الايراني لجزر الامارات وزيارة الرئيس الايراني لجزيرة أبو موسى المحتلة. وفي طهران، دافع الأمين العام ل«مجمع تشخيص مصلحة النظام» محسن رضائي عن زيارة نجاد لأبو موسى، وانتقد الاجراءات التي أقدمت عليها الامارات، ووصفها بأنها متسرعة.
وقال «في وقت تقرع فيه اسرائيل طبول الحرب، فأي فائدة ترجى من هذا السلوك من جانب أصدقائنا في الامارات؟ من الأفضل لهم أن يعتذروا وأن يكفوا عن اتباع الصهاينة، لأن المنطقة تحتاج الى السلام والتعاون».
وأضاف رضائي: «يبدو أن المسؤولين الاماراتيين يستغلون صداقة وأُخوة ايران، واذا كانوا يعتقدون أن ايران أصبحت ضعيفة فهم مخطئون، لأنها حاليا أقوى بكثير وستصد أي عدوان، واذا كان لديهم اعتراض فبإمكانهم تقديمه بشكل مؤدب وعبر القنوات الديبلوماسية الى الحكومة الايرانية».
وقال «ان البعض في دولة الامارات يقوم بتزوير اسم الخليج الفارسي أيضا، ولكن ايران من خلال صبرها وتحملها وتغاضيها عن هذه الممارسات الخاطئة واصلت صداقتها وتعاونها مع الامارات، ويبدو أن الحكومة الاماراتية أخطأت في تحليل صداقة الحكومة الايرانية معها، أو أنها بصدد الاستجابة للضغوط الخارجية». وخلص الى أن «من الأفضل للحكومة الاماراتية اقامة علاقات صادقة وودية مع ايران، وعدم تكرار خطئها مرة أخرى عندما تعاونت مع صدام حسين».
تخفيض العلاقات
وأوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى حسين نقوي حسيني أن لجنته ستناقش مسألة خفض العلاقات مع الامارات، وستعلن موقفا بهذا الشأن، وقال انه «طبقا لجميع الوثائق التاريخية والمواثيق الدولية، فان الجزر الثلاث تعد جزءا من ايران، وكل جزيرة من هذه الجزر هي مثل محافظات ومدن البلاد، وزيارة المسؤولين ورجال الدولة الى هذه الجزر مثل زياراتهم الى مختلف المحافظات».
وقال «ان القسم الأعظم من الاقتصاد الاماراتي مرتبط بالاقتصاد الايراني، واذا أعدنا النظر في حجم التبادل الاقتصادي، فلا شك في أن هذه الدولة ستواجه أزمة اقتصادية». ورأى «من الضروري أن تتصدى الحكومة الايرانية بحزم للمسؤولين الاماراتيين». وفي الاطار نفسه، أعلن المدير العام لشركة «فنادق بارس» للاستثمارات جمشيد حمزة زادة أن شركته «قررت تنظيم رحلات سياحية الي جزر ايرانية في مياه الخليج، بينها جزر أبو موسي وطنب الكبري وطنب الصغري».
وفي أبو ظبي، أُعلن أمس الأول عن بدء التمرين العسكري المشترك «خليج 2012» على أرض الامارات بين القوات المسلحة وقوات فرنسية، لكن متحدثا عسكريا أوضح أن التمرين مخطط له مسبقا في اطار اتفاق الدفاع المشترك، ولاعلاقة له بما تشهده المنطقة من تطورات.