أفضت الندوة التي اشترك في تنظيمها كلّ من مكتب شمال إفريقيا بتونس لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة والصندوق العالمي للبيئة «الفاو» وجمعية صيانة مدينة قفصة
بحضور عديد الجمعيات التي تُعنى بحماية الواحات في الجنوب التونسي وتنميتها وعديد الهياكل المهنية والإدارية إلى المصادقة على ميثاق وطني يهدف إلى الاعتراف بالمنظومة الواحية بأبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من قبل جميع مكونات المجتمع المدني باعتبار الواحة جزءً من التراث الوطني التونسي. كما يهدف الميثاق إلى جعل المنظومة الواحية إحدى ركائز السياسة الوطنية للتنمية الشاملة ووضع الآليات الأساسية لتنميتها.
وفي هذا الخصوص أوضح الخبير بمنظمة «الفاو» نور الدين نصر ل «الشروق» أنّ الميثاق الذي صادقت عليه 30 جمعية بيئية وتنموية وإطار وهياكل مهنية تشكّلت بخصوصه لجنة من الجمعيات الحاضرة في الندوة لتوسيع دائرة المصادقين عليه من المعنييّن باستغلال الواحات كالجمعيات السياحية والثقافية والهياكل الإدارية والمستثمرين في هذا المجال قبل رفعه إلى رئيس المجلس الوطني التأسيسي لطلب عرض إدراج حماية الواحات في الدستور التونسي الجديد.
كما كشف لنا أنّ الميثاق سيتم عرضه في ملتقى دولي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الايسسكو» بمدينة الرباط المغربية يومي 3 و4 من شهر ماي القادم حتّى يكون نموذجا عالميا إلى جانب السعي لانضمام واحات تونسية جديدة إلى واحة قفصة القديمة التي اعتبرت من التراث العالمي الإنساني في ملتقى أقيم بالصين يوم 11 جوان 2011.
ومثّلت الندوة الثالثة في مسار إعداد الميثاق الذي تطلّب حوالي سنة وتميّزت بحضور ممثّل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بتونس البلجيكي بينوا هوريمانس فرصة لعديد الجمعيات المهتمّة بالمحافظة على الواحات وتنميتها لتقديم واقع هذه المنظومة البيئية والاقتصادية الاستراتيجية كلّ في منطقته وعرض جهودها للحدّ من الأخطار التي تتهدّد هذه الثروة.
ومن بين التجارب التي تم تقديمها المداخلة المتعقلّة بنادي اليونسكو والألكسو بنفطة الذي نجح وفق عرض بالصور قدّمه ممثّل الجمعية أحمد النّمصي في إعادة إحياء الموقع البيئي «رأس العيون» وتحويله إلى متنفّس ترفيهي بعد أن أوشك على الاندثار.
وبيّنت مداخلة أخرى ما قامت به جمعية جزيرة جربة للمحافظة على التنوع الجيني لنخيل التمر في الجزيرة، عكس النجاح في الحفاظ على صنفي التمر المميّزين بالمنطقة وإدخال أصناف أخرى تم استقدامها من واحات الجريد ونفزاوة.
مع الإشارة إلى أنّ مشروعا يُموّله الصندوق العالمي للبيئة تشرف على انجازه جمعية صيانة مدينة قفصة يهدف إلى المحافظة على واحة قفصة التاريخية وعلى تنوّعها البيولوجي وتنمية الأنشطة الفلاحية بها والحدّ من خطري التوسّع العمراني والتلوث البيئي.