عوّل أعوان الشرطة العدلية بحمام الانف مؤخرا على ذكائهم في فك رموز جريمة سرقة كانت استهدفت محلا تجاريا كائنا بالضاحية الجنوبية وأمام غموض الفعلة وصعوبة الوصول الى مقترفيها خير الأعوان دراسة المسروق وكيفية الاستفادة منه حتى أمسكوا بالخيط الذي أوصلهم الى اثنين من المشبوه فيهما. انطلقت اولى أحداث هذه القضية حين تحول صاحب محل تجاري مختص في بيع المواد الالكترونية الى أحد مراكز الامن بالضاحية الجنوبية وأبلغ عن تعرض محله للخلع والسرقة وأفاد أنه فقد عددا كبيرا من الأجهزة اللاقطة الرقمية والتناظرية وعشرات من بطاقات الاشتراك في شبكات بعض القنوات التلفزيونية الخاصة وعددا وافرا من بطاقات شحن الهواتف الجوالة وعديد الاجهزة الالكترونية المختلفة، وقد باشر أعوان فرقة الشرطة العدلية البحث في القضية وسرعان ما أمسكوا بالخيط الموصل الى حل اللغز وقد تمثل ذلك في تتبع مسالك توزيع الغنائم وبيعها وبالتحديد الأثر الذي تتركه بطاقات شحن الجوالات والذي يؤدي الى التعرف بيسر على أرقام الجوالات ومن ثمة مستعمليها من خلال عملية ادخال ارقام البطاقات التسلسلية الى الأجهزة التي تمررها بدورها الى ذاكرة مؤسسة الاتصالات فيقع تخزينها ومن ثمة ترجمتها الى رصيد الحريف... وقد أدى هذا التمشي الى التعرف على هوية شابين وهما في الثلاثين من العمر تقريبا، أحدهما تونسي والثاني من بلد مغاربي فتم القاء القبض عليهما وبحوزتهما عدد من بطاقات الشحن. خلع وسرقة أثناء كامل مراحل التحقيق انكر الشاب المغاربي كل صلة له بعملية خلع المحل التجاري وادعى انه تضرر باشترائه بطاقات الشحن التي تبين لاحقا أنها مسروقة، فتم ايقافه على ذمة البحث في حين واصل المحققون التحري مع المظنون فيه الثاني الى أن حصلوا على معطيات جديدة فانهار في النهاية واعترف بخلع المحل التجاري صحبة الشاب المغاربي وبسرقة الأجهزة والسلع التي ذكرها صاحب المحل وأفاد أنهما باعا بعض المسروق ووزعا بعضا آخر منه مجانا على معارفيهما ودلّ على ما تبقى فتم حجزه وإعادته الى مالكه. ثم عاد المحققون لاستنطاق الشاب المغاربي على ضوء الادلة الجديدة التي ظهرت ضده وخاصة منها أقوال شريكه فلم يجد سبيلا اخر للمراوغة واعترف هذه المرّة بضلوعه في الخلع والسرقة. من السرقة الى الادمان كاد المحققون ينتهون من اجراءات ختم البحث لاحالة المشبوه فيهما على القضاء حين اكتشفوا ان هويتي الشابين وردتا في قضية مخدرات يجري البحث فيها، فوقعت مساءلتهما مجددا فأنكرا في البداية أي صلة لهما بالمخدرات لكن نتائج التحاليل الطبية أثبتت أنهما متعودان على استهلاك مادة مخدّرة فلم يجدا أمام هذه الحجة بديلا عن الاعتراف بالاستهلاك، كما تبين ان للشباب المغاربي علاقة وثيقة بالمروّج الذي يتحصن بالفرار. وقد تمت احالة المشبوه فيهما على التحقيق لمزيد التحري.