اجتمع ثلاثة شبان ينتمون الى حيّ يقع غرب العاصمة وقرروا سرقة محلات تجارية توجد جنوبها... فكان ان دخلوها طامعين واخرجهم منها اعوان فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف مكبلين بعد ان اشتبهوا في امرهم داخل محطة للقطار. لم يتبع المحققون نهج الملاحقة والمطاردة في اقتفاء اثر ثلاثة شبان في مقتبل العمر اختصوا في خلع المحلات التجارية في ضاحيتي حمام الانف والزهراء لكنهم انتظروا حتى جاؤوا اليهم بسيقانهم بعد ان انتهوا من ارتكاب آخر عملية خلع فتمكّنوا من القاء القبض على اثنين منهم كانا يتهيآن لركوب القطار في اتجاه العاصمة... فيما تحصّن الثالث بالفرار. وقد اقتاد اعوان فرقة الشرطة العدلية المشبوه فيهما نحو مقرّهم وقبل مباشرة التحقيق معهما فتشوهما فعثروا لديهما على 48 بطاقة شحن للهواتف الجوالة من فئتي 10 و20 دينارا، كما وجدوا بحوزتهما مبلغا ماليا محترما. وبسؤالهما عن مصدر البضاعة والأموال اعترفا بأنهما صحبة ثالثهما فرغوا للتو من خلع ثم سرقة محل «تاكسفون» كائن باحدى احياء «الزهراء» واضافا انهم قدموا خصيصا من «حي التضامن» لهذا الغرض وحين انتهوا منه توجهوا الى محطة القطار حيث القى اعوان الشرطة القبض عليهما في حين فرّ شريكهما... وفي حقيقة الامر لم يكن انتظار الشرطة وليد الحظ والمصادفة ولكنه جاء نتيجة لاستقراء عدة معلومات كانوا حصلوا علىها من خلال شكاوى تقدم بها عدد من تجار المنطقة بعد ان تعرضت محلاتهم للسرقة. واستخلص الاعوان من خلالها ان المشبوه فيهم غرباء ينتقلون الى الضاحية الجنوبية في ساعات المساء الاولى ويغادرونها في ساعة متأخرة. وما بين الغدو والرواح ينفذون سرقاتهم فكثف الاعوان مراقبة وسائل النقل عامة والقطار بصفة خاصة... فكان لهم ما أرادوا. «ضرب» المحلات التجارية لم يجد الموقوفان املا في الانكار سيما بعد ان تم ايقافهما متلبسين بحيازة المسروق فاعترفا بارتكاب ثلاثتهم سرقات عديدة من عدة محلات تجارية في منطقتي حمام الانف والزهراء وأوضحا انهما اختارا (مع ثالثهم) هذين المدينتين لبعدهما عن حي التضامن حيث باتوا معروفين هناك ولا يمكنهم المرور دون إثارة الشبهات. وأضافا ان خبرتهم كانت تساعدهم على التنفيذ والانسحاب بسرعة مصحوبين بالغنائم والاموال والسلع التي يتم التفريط فيها بالبيع ثم اقتسام المداخيل وانفاقها على شؤونهم الخاصة. وقد احيل المظنون فيهما على العدالة في انتظار ايقاف شريكهما الثالث المتحصن بالفرار.