تصدرت هزيمة برشلونة في ستامفورد بريدج أمام تشيلسي صفحات الجرائد الاوروبية واستقطبت اهتمام أكبر وسائل الاعلام في القارة العجوز. فوز تشيلسي «حدث» غير عادي فالإطاحة بأفضل فريق في العالم ليس في متناول أي فريق.
هذه جولة تلخص ما كتب في الصحافة الانقليزية والاسبانية والبرتغالية والفرنسية والايطالية. «دروغبا يقود البلوز إلى أرض الأحلام» ،، هكذا كتبت صحيفة «ذا ديلي ميرور» بالخط العريض على صفحتها الرئيسية تجسيدًا لما حواه تقريرها عن اللقاء من كيل للمديح للبلوز وفيلهم الإيفواري، مستخدمة كلمات ك «الحلم أصبح الساطع أكثر مما كان متوقعًا».
دروغبا «الكلب»
وشبهت صحيفة «ذا ديلي تيليجراف» دروجبا ب «بطل الوزن الثقيل في الملاكمة الذي راوغ بتحركاته قبل أن ينقض من قلب الحلبة ليوجه ضربته الفتاكة»، مهديًا فوزًا «مفاجئًا» للبلوز في مباراة الذهاب بمساعدة الدفاع الذي «وقف بصلابة» أمام ميسِّي ودانييل ألفيش «تنفيذًا لتكتيكات المدرب روبيرتودي ماتيوالهائلة»، مشيدة على وجه التحديد بأشلي كول، راميريش، جاري كاهيل وبيتر تشيك.
صحيفة «ذا صن» كعادتها أثبتت تميزها في طرح العناوين الساخنة والرنانة على صفحات موقعها الرسمي وإصداراتها الورقية اليومية، وذلك بعد أن كتبت على صفحتها الرئيسية «السيادة للغوغاء!» والتي تعد أحد المصطلحات المطابقة لمصطلح «البقاء للأقوى»، في إشارة واضحة لفوز البلوز المتحدي لمنطق كرة القدم بعد أن استحوذ الكتلونيون على الكرة وحصلوا على العديد من الفرص لتحقيق الفوز، واصفة دروجبا ب «الحاد كالمخدرات» وب «كلب الصيد الذي يفتك بالعظام حال حصوله عليها» بعد أن استغل الفرصة الوحيدة الحقيقية التي سنحت له لخطف الفوز وهز شباك فيكتور فالديس.
برشلونة تمنح تشيلسي الحياة أهي الواقعية وقانون العقاب، أم أن الكرة كانت ضدهم؟
في إسبانيا، بدت جميع الصحف على وفاق من حيث مبدإ الحديث عن المباراة رغم تباين أساليب وصف مسببات الهزيمة الكتلونية، فلم يكن عنوان صحيفة «آس» الصادرة من العاصمة مدريد «دروجبا مرعب» ذلك الذي يعكس ما استفاضت في الحديث عنه فيما يتعلق ب «قانون كرة القدم الذي ينص على معاقبة الفريق الذي يضيع الأهداف عبر اهتزاز شباكه بها، دون أي مجال للشفقة»، واصفة أداء تشيلسي ب «الواقعي في الدفاع مع الحفاظ على نظافة الشباك، والمدعوم بذلك القانون الذي يزيد من آلام وتعقيدات الكتلونيين بينما يمنح البلوز أجنحة للتحليق بها إلى النهائي لم يحصلوا عليها أمام برشلونة حتى في عهد جوزيه مورينيو».
أما شقيقتها «ماركا»، فكان عنوانها مباشرًا أكثر حين كتبت «كرة القدم ضد برشلونة .. برسا بلا أهداف يمنح تشيلسي الحياة»، موضحة أن «كرة القدم أدارت ظهرها لبرشلونة الذي اعتاد على معاملتها بلطف كبير خلال السنوات الأخيرة».
«حمام بلا هدف» كان عنوانًا عبقريًا استخدمته صحيفة «موندوديبورتيفو» الكتلونية لإبراز أحداث المباراة المتمثلة في «وابل الفرص الضائعة» من برشلونة والتي كانت «كوابل من الغيث بلا أي خير على الكتلونيين» تجسيدًا لسوء حظ الفريق وسط الأجواء الماطرة وك «حمام دون معنى محدد» في إشارة لعدم تحقق المهمة المطلوبة في لندن. فيما كانت شقيقتها «سبورت» على موعد مع تذكر هدف إنييستا القاتل في 2009 واستخدام اللقطة التي عُرقِل فيها داخل منطقة الجزاء من إيفانوفيتش مساء أمس لتقول «لقد فشل هذه المرة في التسجيل في لندن وسط العديد من الفرص عكس دروجبا الذي سجل من فرصة وحيدة».
إلا أن عنوانها الرئيسي «أدغال في لندن» كان أكثر تعبيرًا بكل تأكيد عن استحالة الوصول لمرمى تشيك في ستامفورد بريدج والأسلوب الدفاعي لأصحاب الأرض أمام سيل هجمات الضيوف. ورغم تطرق صحيفة «إل بايس» لذلك الجانب، فضلت أن يكون عنوانها الرئيسي «لا رحمة في ستامفورد بريدج .. هزيمة قبيحة» انعكاسًا لما أسهبت في الحديث عنه أي «العقم» التهديفي الذي أدان برشلونة «المتقن لصناعة الهجمات كالحاسوب الآلي» في التسبب بخروج اللقاء على تلك النتيجة حتى قبل أن يلعب الدفاع اللندني دوره البارز.
غناء تحت الأمطار
ليس ببعيد عن إسبانيا، نشد الرحال إلى الجارة الآيبيرية البرتغال والتي ما كان لصحيفتها الرياضية الأولى «آ بولا» سوى أن تنضم للبقية في تسليط الضوء على «الفعالية الزرقاء التي هزمت برشلونة» متحدثة عن لقطة هدف دروجبا التي تلخص المغزى من اختيارها لذلك العنوان. أما في «بلاد الغال» فرنسا، تباينت عناوين أبرز وسائل إعلامها المقروءة لتنتج ذلك التنوع الذي يصب في بوتقة واحدة لإبراز انتصار البلوز عوضًا عن التطرق أكثر لهزيمة البرسا.
صحيفة «ليكيب» اختارت أن يكون عنوانها «تشيلسي، جيد في المرتدات .. ها هودروجبا ينتقم من البرسا»، صحيفة «لوباريزيين» كتبت «تشيلسي الصلب يأخذ الأسبقية من البرسا»، أما «تشيلسي يغني تحت الأمطار» فكان ذلك العنوان الرنان الذي تصدر صفحات الموقع الرسمي لمجلة «فرانس فوتبول». كان الإجماع جليًا على قدرة تشيلسي على الصمود أمام سيطرة البرسا وتحقيق المراد بكفاءة وفعالية عالية عبر انتصار الفرصة الواحدة، بيد أن فرانس فوتبول أضافت «برشلونة احتكر الكرة فتمنعت عليه، بينما تشيلسي احترم الكرة فقبلته بطلها الخاص». دي ماتيو.. يا له من إبداع! إيطاليا دائمًا يروق لها الفوز «بخنادق دفاعية».
إعجاب ايطالي
الإشادات ولا شيء غيرها أتت كذلك من إيطاليا التي راق كثيرًا لوسائل إعلامها أسلوب مدرب البلوز الإيطالي دي ماتيو، فكالت صحيفة «لا جازيتَّا ديلُّوسبورت» الصادرة من ميلانو المديح الى الفريق معنونة «دروجبا: تحية لميسِّي ،، الفوز لهدف دروجبا والخندق .. تشيلسي يُسقِط البرسا 1-0»، مشيرة هي الأخرى لانتقام الفريق الإنجليزي من مباراة 2009 ومستطردة بالقول «الآن ديدييه دروجبا يجد نفسه مبتسمًا وحاسمًا بتسجيله هدف الانتقام. تشيلسي في الستامفورد بريدج ‹بخندق› وأسلوب دفاع فائق استطاعوا الحصول على المنفعة القصوى، بينما يعض برشلونة أصابع الندم على الفرص الضائعة».
نمر إلى العاصمة الإيطالية روما حيث «إل كورييري ديلُّوسبورت» التي وجدت كلمات إضافية لوصف حال برشلونة أمام البلوز وما قدمه أصحاب الأرض للبلاوجرانا من ضيافة، ففاز تشيلسي بصفة الإبداع في العنوان الرئيسي «دروجبا يُسقط البرسا. تشيلسي، ياله من إبداع! دوري الأبطال المجنون، برشلونة مهدد الآن»، في امتداد لإعجاب صحافة إيطاليا بأسلوب دي ماتيو والذي أوقع فريق المدرب بيب جوارديولا في فخ «الأخطاء» أمام المرمى ليصبح «بلا حيلة» أمام «سوء الحظ» و«ميسِّي السلبي».
وبالوصول إلى مدينة تورينو، نتوقف عند توتوسبورت التي قدمت إحدى مظاهر الإعجاب بدي ماتيوحين كتبت في عنوانها «دي ماتيويغلب جوارديولا، ودروجبا يهزم برشلونة .. نشوة تشيلسي»، مقتصدة في وصفها لملخص أحداث اللقاء بقولها إن «قطرات الغيث فضلت الخير لتشيلسي الفعال وتخلت عن برشلونة غير المحظوظ».