أمام مقرات المعتمديات بولاية القيروان يتجمع عشرات المواطنين من أجل مقابلة المعتمد لتقديم مطلب الحصول على تحسين مسكن. ويؤكد أصحاب المطالب أنهم يسكنون منازل غير صالحة للسكن ويطالبون بمساعدتهم على تهيئتها وصيانتها. وتختلف احتياجات المواطنين كما تختلف ظروفهم الصحية. عائلة المواطن مبروك الحامدي من العائلات التى تحلم بمسكن يؤويها ويقيها برد الشتاء وحر الصيف. الحامدي يشتغل كعامل يومي يسكن بمنطقة الوسطية بالقيروان ويقيم هو وزوجة وطفلين (12 و14 عاما) في غرفة مفردة لا تزيد مساحتها على 10 أمتار مربعة بعضهم فوق بعض ويلتحفون بسقفها القصديري. هذه الحجرة (الحجر) التي ضاقت بساكنيها تجاورها قطع الآجر المصفوفة دون بناء تستعملها الأسرة مطبخا وقن دجاج. بل ان هذه الجدران تهم بالسقوط كلما هبت ريح قوية شأنها شأن كومة من الآجر المرصوص سماها أهل الكوخ اصطلاحا بدورة المياه وليس فيها قطرة ماء . هذا المواطن حفيت قدماه من التردد على المعتمدية وتعب من تقديم المطالب. وعندما قررت السلط المحلية مساعدته أرسلت خبيرا لمعاينة الوضعية على الأرض ورفع تقرير فني فقدر تكلفة بناء غرفة ومطبخ ودورة مياه بحوالي 4 آلاف دينار لكن عند تقديم المساعدة فوجئ بتسليمه وصل شراء مواد بناء بقيمة 600د وهومبلغ قال انه لا يسمح ببناء جدار. وقد قبل المبلغ على مضض وشرع في وضع الأساسات ولكنه سرعان ما عجز عن إكمال ما بدأه لغلاء أسعار مواد البناء ولقلة ذات اليد وهو الآن وعائلته. ينتظرون تدخلا عاجلا رسميا وغير رسمي من اجل مساعدته على إتمام بناء منزل متواضع يشعرهم بالطمأنينة ويشعرون داخل جدرانه بإنسانيتهم وكرامتهم المهدورة. ويذكر انه تم رصد اعتمادات من اجل الاستجابة لتحسين المساكن. ويتم قبول المطالب ودراستها بالتنسيق بين السلط الجهوية والمحلية وادارة التجهيز. ويتم ترتيب الملفات حول الأولوية امام كثرة المطالب.