إنه اليوم الذي كسر روتين سيناريو اعتصام التلفزة فكاد المارّ من أمام مؤسسة التلفزة الوطنية يظن ان هذا الاعتصام أصبح جزءا لا يتجزأ من ديكور مدخل المؤسسة فدقت ساعة المواجهة وفتيلها كان لافتة خضراء كتب عليها التلفزة للبيع وحين حاول بعض أعوان المؤسسة إبعاد اللافتة التي استفزتهم كثيرا تحرّك حينها المعتصمون محاولين اقتحام مقر التلفزة ولكن تدخل قوات الأمن والجيش الوطني المتواجدة على عين المكان حال دون ذلك.
من اللافتة إلى الحجارة إلى قوارير الماء إلى عبوات مليئة بالطلاء وإلى فوضى في حركة المرور هذا هو سيناريو هذه المواجهة بين المعتصمين من جهة وبين أعوان وصحفيي مؤسسة التلفزة الوطنية من جهة أخرى.
وانهالت الشتائم على الاعلاميين من قبل المعتصمين الذين يقودهم «ركوبة» رافعين شعارات الاعلام للبيع نعم لخوصصة التلفزة وردّ عليهم صحفيو المؤسسة بشعارات «صحة اللحية يا تجمّع» و«قداش يخلصو فيكم» و«شكون وراكم» و«من أنتم».
المعتصمون يندّدون
نحن لم نقتحم مقر التلفزة بل هم من استفزونا هكذا قال أيمن بن عمار أحد المعتصمين بغضب مضيفا منذ شهرين ونحن هنا ولن نستفز أي أحد جئنا نطالب ببيع التلفزة. ومن جهته قال بلال مهما فعلتم لن نفضّ الاعتصام وسنواصل النضال حتى يتحقق هدفنا.
ولم يختلف رأي رضا أحد منظمي الاعتصام عما قاله باقي المحتجين لقد أهاننا أعوان التلفزة وشتمنا بعضهم لذلك حاولنا الدفاع عن أنفسنا بطرق حضارية. «لن نركع لكم مهما فعلتم» هكذا قالت الاعلامية سندة الغربي مواصلة لقد دافعنا عن التلفزة الوطنية في أيام الثورة وكنا محايدين وأقولها بأعلى صوتي: «الصحفي التونسي تميز في عهد بن علي ومتميز في عهد الغنوشي».
غير بعيد عنها بدأ أحد موظفي التلفزة بالصراخ قائلا: «شكرا يا عامر العريض لأنك قسمت الشعب» في إشارة منه إلى تصريحه في التلفزة الداعي إلى بيع المؤسسة. كما تواجدت أيضا المحامية والحقوقية ليلى بن دبّة على عين المكان.
وعن هذه المشاحنات تقول ما يحصل فعلا عار وسبب ذلك هي تصريحات بعض أعضاء حركة النهضة من عامر العريض وصولا إلى رئيسهم وأقولها لقد كان الاعلام بنفسجيا في الوقت الذي كان فيه الغنوشي ينعم بالخيرات في لندن ويهنئ صخر الماطري ببعث إذاعة الزيتونة.
كما حضرت مية الجريبي عضو المجلس التأسيسي والأمينة العامة للحزب الجمهوري وقالت ل«الشروق»: «مؤسسة التلفزة مرفق عمومي ولن تباع لأحد لقد حاولوا مرارا تركيعها وحين فشلوا أصبحوا يطالبون ببيعها لذا على المنظمات والجمعيات والسياسيين أن يتحدوا معا لانقاذ المؤسسة من محاولة السيطرة عليها».