تتجه نية المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان إلى الطلب من دمشق تعيين شخصية سياسية للتحاور مع المعارضة السورية فيما نقلت مصادر مطلعة عن الرئيس بشار الأسد تأكيده حصول تغيير جوهري في الموقف الدولي حيال الوضع بسوريا. ذكرت مصادر ديبلوماسية ان كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا ابلغ اعضاء مجلس الامن الدولي خلال تقديمه تقريره حول جهوده لتسوية الازمة السورية في جلسة مغلقة للمجلس بانه ينوي تقديم طلب إلى السلطات السورية، وفي الوقت المناسب، يقضي بتعيين مفوض لاعداد العملية السياسية في البلاد.
إطلاق الحوار الوطني
وأشار عنان إلى أنه كثف في الآونة الأخيرة اتصالاته مع المعارضة السورية، متابعا انه من الاهمية بمكان ان تتمكن المعارضة من المشاركة الفعالة في العملية السياسية. وأكد المبعوث العربي الأممي المشترك لمجلس الامن ان الوضع في سوريا لا يزال غير مقبول، مشددا على ضرورة ان تتمسك كافة الاطراف بوقف العنف بشتى أشكاله. وأردف أنّه مع ذلك فإن مستوى العنف في البلاد انخفض منذ 12 افريل الجاري، وذلك باستثناء موجة العنف التي شهدتها سوريا الاثنين الفارط . وأورد عنان ان الحكومة السورية ابلغته عن استمرار الهجمات من قبل المجموعات المسلحة، بما في ذلك اعمال قصف واعتداءات على الجنود وممتلكات الدولة.
رفض سوري
وفي سياق متصل بالمراقبين الأمميين , أعلنت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس أن الحكومة السورية ترفض مراقبي الاممالمتحدة التابعين للدول الاعضاء في مجموعة «أصدقاء سوريا ».
ونقلت رايس عن رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة «هيرفيه لادسو» قوله إن دمشق رفضت السماح لعضو من فريق المراقبين المكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار من الدخول إلى أراضيها.
وأوضحت ان السلطات السورية أعلنت «انها لن توافق على أي عضو في بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة ينحدر من بلد في مجموعة «اصدقاء سوريا ». ونسبت رايس عن «لادسو» قوله إن هذا الامر غير مقبول تماما من وجهة نظر الاممالمتحدة. وتضم مجموعة «أصدقاء سوريا» أكثر من 50 دولة أهمها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا والسعودية وقطر.
الأسد مرتاح
من جهة أخرى , نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن الازمة السورية لا تزال في بدايتها، لكنه أشار إلى أن الموقف الدولي يتطور إيجاباً، وأن إدارة أوباما ستكون مضطرة مع حلول الصيف، إلى البحث عن تهدئة بسبب موجبات تفرضها الانتخابات الامريكية، ما يعزز فرص تعاونها مع موسكو للمساهمة في إنتاج حل للأزمة السورية.
ونسبت «الأخبار» إلى الأسد إشارته - خلال لقاءٍ بعيدٍ عن الأضواء مع أحد رموز معارضة الداخل السورية- إلى أنَّه باستثناء قطر والسعودية وتركيا، فإن الموقف الدولي هو الآن أفضل متابعا أنَّه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستجيب لطلب مجلس الشعب منه تأجيل الانتخابات النيابية المزمع عقدها في السابع من ماي المقبل، بعض الوقت، وذلك لأسباب تقنية، معتبراً أنَّه مبدئياً عازم على إجرائها في موعدها، وإذا وافق على التأجيل، فإنَّها ستجري في الصيف على أقصى تقدير.
وأعلن الرئيس السوري دائما وفق المصدر الصحفي أنَّه مؤمن بإيجاد تعددية حزبية في سوريا، وأن حزب البعث إن أراد البقاء في الساحة، فعليه أن يعمل بين الناس وينافس لضمان وجوده السياسي، كاشفاً عن تطلّعه إلى إنتاج جبهة سياسية أقوى أثراً في مسار بناء المستقبل السياسي الجديد لسوريا، من صيغة الجبهة الوطنية الحالية.
وحول العلاقات اللبنانية السورية أوضح الأسد أنَّ دمشق ستتعامل بشروطها مع القوى اللبنانية، موحياً بأن مصالح سوريا سيكون لها اعتبار في هذه العلاقات، وأنه فور الانتهاء من الانتخابات النيابية في سوريا، ستعاود دمشق الاهتمام بالعلاقات اللبنانية السورية وفق معايير جديدة في النظر إلى طرائق العمل ضمن هذا الملف.