منذ صدورها سنة 2009 عن دار الجنوب للنشر في نطاق سلسلة «عيون المعاصرة» لاتزال رواية الكاتب والمسرحي والجامعي يوسف البحري «كيف... كيف» تنال الإعجاب وتدير إليها الرقاب باعتبارها نمطا روائيا جديدا ...
فيوسف البحري أصيل مدينة عقارب كتب عديد الأعمال المسرحية مثل مسرحية حقائب...وقد عاد هذه المرة كضيف على رواد المكتبة العمومية ببادرة من أمينها السيد سالم بن حسين وذلك لعرض روايته .
وقد سجلت فضاءات المكتبة حضورا متميزا للعديد من المتابعين للشأن الثقافي لاكتشاف التجربة الروائية ليوسف البحري وهو يتحدث عن روايته «كيف...كيف» التي كانت نتيجة تراكمات عاشها الكاتب في مناطق مختلفة وخاصة منطقة نصرالله من ولاية القيروان وشوارع تونس العاصمة التي قادته للتعرف على الأستاذ توفيق بكار الذي يدير سلسلة عيون المعاصرة حيث اكتشف رواية يوسف البحري التي كان تأليفها خلال الفترة بين 2001 و 2003 .
وبعد جلسات و نقاشات بين الكاتبين كان ميلاد هذه الرواية الشهيرة التي رأت النور سنة 2009 واهتم بها النقاد و أحدثت ضجة عند ظهورها و لا تزال حتى الآن محل جدل كبير نظرا لان يوسف البحري هو كاتب سيناريو وكاتب مسرحي ومن أشهر مسرحياته كما ذكرنا سابقا مسرحية «حقائب» التي صنعت الحدث سنة 2010 و نالت العديد من الجوائز العربية و العالمية وقد كان بطلها المسرحي جعفر القاسمي .
والواقع ان التجربة الروائية ليوسف البحري استفادت من تجربته المسرحية و السينمائية حيث وظف الكاتب تقنيات مختلفة في هذا الأثر وكأنها رواية كتبت بكاميرا سينمائي محترف يتحرك أبطالها على مسارح مختلفة تحركهم خيوط خفية يصعب الإمساك بها.
وقد تحدث الكاتب يوسف البحري بإطناب عن ظروف وملابسات كتابة هذه الرواية التي قدمها بامتياز الأستاذ بلقاسم الجدي بمقاربة نقدية نالت إعجاب صاحبها وحتى الحضور.
من جانب آخر قدم بعض تلاميذه شهادات حية عن شخصية يوسف البحري كإنسان نحت مسيرة إبداعية كبيرة إلى جانب مسيرته التربوية في المعاهد سابقا والجامعات التونسية حاليا. «كيف...كيف» كانت من بين الثلاث كتب الأكثر رواجا خلال سنة 2009 في معرض الكتاب لكن هذا الرواج لم يمنع الكاتب من الإشارة إلى الواقع الكئيب للكتاب في تونس ومعاناة النشر والطبع . الملفت للانتباه في هذا الملتقى هو المستوى المتميز للمداخلات مما ترك انطباعا حسنا لدى الحضور .