وصلتنا في الآونة الاخيرة ثلاثة اصدارات جديدة جمعت بين المختارات الشعرية والرواية ترجمة وكتابة. اما المختارات الشعرية فهي للشاعر محمود درويش واما الروايتان فالاولى للكاتب الفرنسي جيرار كارمارو بعنوان «العرس السري» عرّبتها الكاتبة آسيا السخيري والرواية الثانية هي ايضا للكاتبة التونسية آسيا السخيري وسمتها ب : «جناحها الريح... وغيمة ماطرة». مختارات شعرية بعد ثلاث وعشرين سنة تعيد دار الجنوب اصدار المختارات الشعرية للراحل محمود درويش ضمن سلسلتها عيون المعاصرة، شكرا «لرجل مناضل حارب بالقلم من اجل قضيته» وقد ضم متن الاصدار الى جانب مقدمة الدكتور توفيق بكار ثماني عشرة قصيدة ثم اختيارها من ثماني مجموعات شعرية اصدرها محمود درويش طيلة 20 سنة في الفترة الممتدة من 1964 الى حدود 1984 وهي أوراق الزيتون وعاشق من فلسطين والعصافير تموت في الجليل وحبيبتي تنهض من نومهنا وأحبك أو لا أحبك ومحاولة رقم 7 وأعراس وحصار لمدائح البحر. ضمن تقديم الاصدار كتب الدكتور توفيق بكار «اسمان في الشعر مترادفان درويش وفلسطين وصورتان توأمان من حقيقة واحدة إن حدّثك عن نفسه فمن ارضه يحكي وان قصها لك قفصته يروي اولها العشق وللعشق كان التيه وكان في التيه الموت والفداء...». يبقى هذا الاصدار مهما ضمن سلسلة عيون المعاصرة غير انه كان من الاجدى لو كان اختيار المتن الشعري شاملا لمرحلة ما بعد 1984 خاصة ان درويش اصدر الى حدود 2006 أكثر من 15 مجموعة شعرية ونثرية جديدة. جيرار كارامارو عن درا أزمنة للنشر والتوزيع الاردنية صدرت في الآونة الاخيرة الترجمة الكاملة لرواية جيرار كارامارو الموسومة بالعرس السري، وقد قامت بترجمتها الروائية التونسية آسيا السخيري وقام بمراجعتها الروائي والشاعر محمد علي اليوسفي. وضمن تقديم الكتاب للطبعة العربية كتب صاحب الرواية جيرار كارامارو «الحب الصوفي في العرس السري، والروحانية الطبيعية التي تحملها كل العناصر في الرواية، وهذا الشعور المتشكل من اللحم والرياح، من الطين والسماوات التي وهبت نفسها للغة خالدة استطاعت ان تصل الى الذين يلتمسون الضوء في كل حبة رمل... هي مغامرة غريبة لهذه القصيدة النثرية التي سيتعرف فيها شعراء عرب على بعض الخصائص والتي، بالاضافة الى ذلك، سينشرها هنا هؤلاء الاخوة في الشعر». ومن خلال الفصول الستة عشر التي ضمن متن الرواية يتجلى الجهد اللغوي والمعرفي للكاتبة والمترجمة آسيا السخيري وكذلك قدرتها على تكثيف النص في نسخته العربية من خلال الانتقاء المدروس للمفردات وقدرته على التراكيب اللغوية. سيرة المرأة الغائبة من الدار العربية للعلوم أصدرت الروائية والمترجمة التونسية آسيا السخيري رواية مهرتها ب : «جناحها الريح... وغيمة ماطرة» وألحقته بعنوان فرعي «سيرة المرأة الغائبة» وتقع هذه الرواية في 166 صفحة من القطع المتوسطة وقد قسّمت الكاتبة منتها السردي الى فصول ثلاثة الى جانب الفصل الاول الذي عنونته ببعد البدء... ما دون النهاية، اما الفصول الثلاثة فقد أوردتها بالعناوين التالية، الأغنية الاولى، الاغنية الثانية، الاغنية الثالثة... وقد صدّرت آسيا السخيري روايتها بمقولة لفرانز كافكا... وينهض المتن السردي ضمن هذا العمل على تفاصيل صغيرة لسيرة امرأة وجدت نفسها تلاطم أمواج الزمان والناس، امرأة تعيش فائض احساس... تعيشه ملْء احساسها حدّ الانفجار... حدّ التشظى... امرأة الجنون المرّ... امرأة مقدسة تتطهّر في ادغال الخطيئة والرفض... وقد تهادى المتن السردي لهذا النص مع شذرات شعرية مكتنزة بمناجاة امرأة «تشتعل من رماد الروح لتضئ في تخوم العتمة...».