في ألم كبير عبر أهالي منطقة خنقة الجازية عن استيائهم من الكارثة البيئية التي تهدد حياتهم جراء مياه معمل الحلفاء بالقصرين المدينة والتي تبعد عنهم أكثر من 40 كيلومترا, وتمّت مواراة هذه المياه داخل المدينة الى حدود وادي الحطب. وقد قال أحد المتساكنين, «إن القاصي والداني يعرف أن منطقتنا تفتقر الى الماء الصالح للشرب, وكنا نبحث عن هذه المياه من أماكن تبعد عنا أكثر من عشرة كيلومترات, ومنذ سنوات أصبح وادي الحطب الذي يمر بمنطقتنا دائم السيلان ولا تنقطع عنه المياه, فاستبشرنا خيرا بهذا الحدث, فأصبحنا نشرب منه وتشرب دوابنا ونروي بعض فلاحتنا, ودون ان نبحث عن مصدر هذه المياه فقط لأن الماء أصبح بين أيدينا.
ومع مرور الوقت, اصيب البعض منا بأمراض مختلفة لم نعهدها, وانتبهنا لا حقا بان ما يأتينا من مياه عبر الوادي قادمة من معمل الحلفاء, وهي مياه مستعملة مملوءة بمختلف المواد الكيميائية الخطرة.
وقد قامت احدى الجمعيات المدنية, بإرسال بعض من هذه المياه الى احدى الدول الأوروبية للتحليل, فكانت النتيجة مؤلمة جدا بأن هذه المياه سامة وقاتلة, ولكننا كنا نشربها على مدى سنوات.
صيحة فزع أطلقها أهالي خنقة الجازية, متسائلين أين كانت مصالح الصحة طول هذه السنوات لتقول لنا لا تشربوا هذا السمّ القاتل؟ ثم ما حال كل المناطق الأخرى التي يمرّ بها هذا الوادي على طول مسافة تبلغ 40 كيلومترا؟ ويناشدون وزير الصحة العمومية بالتدخل فورا لايجاد الحل المناسب لهذه المياه التي غالبا ما يضطر لشربها من يقتله العطش حتى وهو يعرف بأنها سامة وقاتلة.