يبدو أن المعارضة السورية المسلحة بدأت حربها ضد المصالح الروسية في سوريا حيث شنت أمس هجوما على مبنى يقطنه خبراء روس فيما جددت موسكو موقفها من الأزمة السورية مشيرة إلى أن الحوار الوطني هو القاطرة الوحيدة لتسوية المشاكل. أفادت مصادر إعلامية مطلعة في سوريا أن مبنى يقطنه خبراء روس في حي التجارة بدمشق تعرّض لهجوم شنته مجموعة مسلحة صباح أمس مما اسفر عن اصابة احد العناصر الامنية واعتقال عنصرين من المجموعة التي شنت الهجوم.
هجوم وفرار
وتابعت ان الهجوم لم يسفر عن اصابة اي من الخبراء الروس او احد من افراد عائلاتهم التي تقطن المبنى مشيرة إلى ان العناصر المسلحة لاذت بالفرار بعد اشتباكها مع القوى الامنية وهربت باتجاه بساتين برزة المجاورة لحي التجارة والتي تقع فيها مباني كلية الزراعة.
وبينت المراسلة ان اعمال التفتيش مستمرة في بساتين برزة عن المسلحين الهاربين. ويذكر ان المبنى الذي تعرض للهجوم مخصص لسكن عائلات الخبراء الروس الذين تعاقدت معهم الحكومة السورية منذ اكثر من 30 عاما.
دعم الإصلاحات
من جانبه, قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والمندوب الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط إن سوريا نضجت لإجراء الإصلاحات والتغييرات الواسعة والانتخابات، بحيث تتوفر لدى الشعب فرصة للتعبير عن رأيه حول مستقبل البلاد». وأضاف قائلا: «نرى ان الشكل الأمثل لهذه الإصلاحات والتغييرات هو الحوار الوطني».
وفي سياق متصل بالمشهد الميداني, اغتال مسلحون مجهولون الليلة قبل الماضية إسماعيل علي حيدر نجل رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي. وقال عضو المكتب السياسي للحزب القومي طارق الأحمد «أطلق مسلحون الرصاص على سيارة الرفيق إسماعيل حيدر والرفيق فادي عطاونة على مفرق «المنحاية» على طريق حمص مصياف، ممّا أدى الى استشهادهما». وأوضح الأحمد أن «إسماعيل حيدر طالب في كلية الطب البشري في السنة الثالثة».
كما أعلنت جامعة حلب أمس الخميس، تعليق الدروس في كافة كلياتها «بسبب الظروف الحالية»، بحسب ما جاء في الموقع الالكتروني للجامعة، وذلك بعد ساعات من مقتل أربعة طلاب برصاص الأمن عقب خروج مظاهرة معارضة. وكتبت الجامعة على موقعها الإلكتروني «نظرا الى الظروف الحالية تعطل الكليات النظرية حتى موعد الامتحانات، وتعطل الكليات التطبيقية والمعاهد حتى تاريخ 13 ماي الجاري».
ومن جهته، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «طلاب الجامعة منعوا من دخول الجامعة وأبلغوا بهذا القرار كما أبلغوا بقرار إغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) حتى أجل غير مسمى». وأضاف أن عناصر الأمن «اقتحموا مساكن الطلاب قبل الظهر وطردوا الطلاب ورموا ممتلكاتهم وأحرقوا بعض الغرف». دائما حسب تعبيره.
وصول 50 مراقبا
في هذه الأثناء, أكد الجنرال روبرت مود رئيس وفد مراقبي الأممالمتحدة إلى سوريا أمس الخميس أن الهدف الرئيسي للبعثة مراقبة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لتسوية الأزمة في سوريا.
وأشار مود خلال لقائه الدكتور أنس ناعم محافظ حماة إلى إلى أن زيارته للمدينة تأتي في إطار التنسيق مع كل الأطراف وتحديد أطر المراقبة وتوثيق ما يتم مشاهدته وعدم الاكتفاء بسماع الأخبار والمعلومات».
وأوضح مود «أن عدد المراقبين الدوليين في سوريا وصل حاليا إلى 50 مراقبا موزعين في محافظات دمشق وحمص وحلب وحماة وادلب ودرعا منهم 4 في محافظة حماة حيث تم تعزيزهم باثنين آخرين سيباشران مهمتهما اعتبارا من مساء أمس».
وعبر عن «أمله في إتاحة الفرصة أمام المراقبين للقاء أي شخص أو جهة لنقل الأحداث والاطلاع على حقيقة الأمور والتعرف على الحقائق بشفافية وموضوعية». بدوره أكد ناعم تقديم كل التسهيلات لإنجاح بعثة المراقبين داعيا إلى توخي الدقة والموضوعية في الاطلاع على حقيقة الأوضاع في مختلف مناطق المحافظة.