أوردت مصادر إعلامية تركية أن «التكتل الغربي الخليجي» المعادي لدمشق بدأ حرب الاستنزاف ضد النظام السوري من خلال التفجيرات الانتحارية وعمليات تفخيخ السيارات وذلك بالتزامن مع تقهقر المسلحين من المدن والأرياف. وربطت صحيفة «إيدنلك» التركية في عددها الصادر أمس بين تصاعد وتيرة التفجيرات في سوريا ممثلة في حلب ودمشق وزيارة مدير المخابرات الأمريكية ديفيد باترويس إلى تركيا.
خطة أمريكية
وأشارت إلى أن تزايد التفجيرات – كما وكيفا – مؤشر على وضع أمريكا خطتها حيّز التنفيذ لكسر تحدي مقاومة النظام السوري لأمريكا مضيفة ان العمليات الإرهابية ستزداد خلال الأيام القريبة القادمة.
ونقلت عن خبراء استخباراتيين قولهم إن تفجيرات دمشق وحلب تحمل بصمات المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الصهيوني محذرين من إمكانية ارتفاع حجم الضحايا إلى مستوى مئات الشهداء يوميا.
وأضافوا أن اختيار حلب ودمشق راجع بالأساس للركن الاقتصادي الذي تمثله المنطقتان والذي يعتمده النظام السوري حاليا للاستمرار والمقاومة إضافة إلى «الموزاييك» الطائفي والثني الموجود في المنطقتين.
وأكدوا بمثل هذه التفجيرات ستهتز القاعدة الاقتصادية والاجتماعية وستدخل البلاد في فتنة طائفية وفي مواجهة بين الأقليات الدينية تحشر سوريا في «حرب استنزاف» اقتصادي واجتماعي وثقافي وعسكري أيضا.
واعتبروا أن العمليات السرية الصهيونية الأمريكية ستثير النعرات الطائفية في البلاد وستكسر النسيج الاجتماعي السوري موضحين أن واشنطن تخطط لإرسال طائرات تجسس أمريكية دون طيار إلى سوريا قصد تسهيل عمليات الاغتيال والتفجيرات والقتل في المدن.
وأشاروا إلى أن الطائرات الأمريكية ستستخدم قاعدة «إينجرليك» الجوية في تركيا لرسم المخططات الإرهابية والإشراف عليها أيضا.
ويرى مراقبون أن التجاء الغرب الى بعض العرب بمثل هذا المخطط إنما هو نتيجة لتكسر كافة مشاريع إسقاط النظام السوري ولفشل المعارضة المسلحة السورية في إيجاد موطئ قدم آمن يسمح لها بالتوغل داخل التراب السوري.
انسحاب من دير الزور
حيث انسحب مقاتلو الجيش الحر وفق التسمية أمس من مدينة دير الزور شرق البلاد بعد هجوم شرس شنته القوات النظامية السورية على آخر معاقل المعارضة السورية.
كما واجهت القوات النظامية أمس مسلحين في «حماه» و«حمص» و»الرستن» مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص لن تعرف هويتهم بعد وتصفية جندي في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في الجنوب.
واعتبرت المعارضة السورية المسلحة أن انسحابها تكتيكي صرف لتفادي مجزرة في دير الزور إلا أن المصادر الاستخباراتية تتحدث عن تطويق الجيش السوري لهذه المجموعات المسلحة وتمكنه من تطويق المناطق الحدودية إضافة إلى الانضباط العراقي واللبناني والأردني في مراقبة الحدود البرية.
وأشارت إلى ان الانسحابات المتتالية للمعارضة السورية إنما تدل على قرب انهيارها بالمفهوم «الكياني» المسلّح الموحّد وتحوّلها إلى شبه مجموعات متفرقة تحارب على طريقة الميليشيات والعصابات دون تنسيق فيما بينها.
في هذه الأثناء , نفى مصدر عسكري سوري ما تناقلته وسائل الإعلام عن وصول سفن حربية على السواحل السورية مؤكدا أن هذه الأنباء تأتي في إطار حملة الأكاذيب الموجهة ضد دمشق.
وقال المصدر : لاتوجد أية سفن حربية للأسطول الروسي قرب سواحل سوريا موضحا أن الناقلة «غيمان» التابعة للأسطول الروسي رست في ميناء طرطوس السوري منذ 10 ايام بعد إتمام مهام سفن اسطول البحر الأسود والأسطول الشمالي الروسيين المشاركة في عملية مكافحة القرصنة في خليج عدن بالوقود والأغذية.