بالتزامن مع مقتل 15 جنديا سوريا في كمين نصبه مسلحون بمنطقة ريف حلب اتهمت موسكو المعارضة السورية بالسعي إلى إجهاض خطة كوفي عنان فيما حذرت هيئة التنسيق السورية من بدائل كارثية حال فشل خارطة الطريق الأممية في الشام. قتل 15 عنصرا نظاميا من بينهم ضابطان فجر أمس في كمين نصب لهم في ريف حلب الشمالي الذي شهد اشتباكات ليلية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان «قتل فجر أمس 15 من قوات الامن السورية بينهم ضابطان كبيران برتبة عقيد و13 من عناصر الامن وذلك اثر كمين نصب لهم على طريق بلدة الراعي».
وعقب الحادث , ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس أن موجة العمليات الإرهابية التي وقعت في سوريا مؤخرا تهدف الى إحباط خطة كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأعادت الخارجية الروسية إلى الأذهان أن العمليات الإرهابية التي وقعت يوم 27 أفريل الماضي في سوريا أعقبها بعد ثلاثة ايام تفجير سيارتين مفخختين في ادلب بشمال سوريا.. واستهدفت العملية الإرهابية مؤسسات حكومية، واسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة عشرات المدنيين بجروح. وجاء في البيان أن موسكو تندد بشدة بعمليات الإرهابيين، وتلفت الانتباه إلى أنهم يشنون، في الواقع، حملة كبيرة ترمي إلى تقويض استقرار الوضع وإحباط خطة عنان. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الإرهابيين جعلوا موجة التفجيرات الأخيرة متزامنة مع وصول الجنرال النرويجي المعين حديثا في منصب رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود في إطار تطبيق خطة كوفي عنان.
تحذير
في هذه الأثناء, حذرت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوري أمس الاربعاء من مخاطر فشل خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، لأن البدائل الأخرى سوف تكون كارثية على الدولة والمجتمع والثورة، على حد قولها، مشيرة الى ان التصريح الذي نقلته وكالة اكي الايطالية تم فهمه ب«طريقة خاطئة».
وقال رئيس المكتب الاعلامي لهيئة التنسيق منذر خدام في بيان صحفي نشره على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «نقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن عضو في «قيادة» هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديمقراطي ما مفاده بان الهيئة تعتبر خطة عنان قد فشلت».
وأضاف البيان «يهمنا في قيادة هيئة التنسيق ان نوضح ما يلي : «اولا، أن التصريح المنسوب للعضو القيادي قد تم فهمه بطريقة خاطئة ، ثانيا أن المخولين التحدث باسم الهيئة رسميا هم المنسق العام ومكتب الاعلام في الهيئة، ثالثا تعتبر الهيئة ان خطة كوفي عنان تؤمن مدخلاً للحل السياسي التفاوضي لحل الأزمة في سوريا، لكنها ليست بديلاً عن خطة جامعة الدول العربية ولا عن ما يمكن ان يتفق عليه السوريون».
وتابع «تعتبر الهيئة إن أي تفاوض مع النظام ينبغي ان يكون على مرحلة انتقالية، تسبقها تهيئة الظروف المناسبة للتفاوض من قبيل توقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين جميعا، وعودة المهجرين وغيرها».
وأشار الى انه «ثمة قوى عديدة تعمل على إفشال خطة عنان وفي مقدمتها قوى في النظام ذاته، لذلك فإننا في هيئة التنسيق ننبه السوريين جميعا إلى مخاطر فشل الخطة، لأن البدائل الأخرى سوف تكون كارثية على الدولة والمجتمع والثورة».
في الظرف ذاته , اكتمل عدد فريق طلائع المراقبين الدوليين في سوريا أمس الاربعاء بعد وصول الدفعة الأخيرة منهم من عدة دول مشاركة. وقال المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ في تصريح للصحافيين وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية : إن المراقبين الذين وصلوا الى سوريا «بلغ عددهم اليوم 31 مراقبا يعملون في عدة مناطق سوريا».
وأضاف أن «المراقبين يعملون في محافظات حمص وحماة ودرعا وفي المناطق القريبة من مدينة دمشق». وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلام إيرفيه لادسوس قال إن المنظمة تتطلع الى نشر 300 مراقب في سوريا بحلول نهاية ماي الجاري، واتهم السلطات السورية برفض منح تأشيرات لعدد من المراقبين الدوليين.
وكان لادسوس أبلغ الاسبوع الماضي مجلس الأمن رفض سوريا منح تأشيرات دخول الى مراقبين من دول تنتمي الى «مجموعة أصدقاء الشعب السوري».