بعد الإعلان عن الأفلام المدرجة في إطار مهرجان كان القادم كتبت كل الصحف عن الأفلام التي كانت مرشحة من قبل وزارة الثقافة قبل ان تتغير المعطيات. وكذلك من قبل المعهد الفرنسي بتونس لهذا المهرجان وبالرغم من شذوذ هذه المقترحات عن القاعدة المعمول بها في مهرجان كان والمتمثلة في أن يتقدم كل مخرج بشريطه بصفة مباشرة لهذا المهرجان فهل لجوء هذه الأطراف إلى تقديم ترشحاتهم عن طريق هذه الجهات الرسمية إلا لعدم ثقتهم في أفلامهم؟ وإذا كان المعهد الفرنسي يسعى من خلال ترشيحه لبعض الأفلام إلى إبراز دوره في دعم السينما التونسية وهو حق مشروع له لكننا كنا نود أن يتقدم هؤلاء المخرجون بمشاريعهم بصفة مباشرة إلى إدارة مهرجان «كان» ليتم انتقاؤها عن جدارة.
وما يبعث على الاستغراب هو محاولة تغييب الشريط الوثائقي التونسي الوحيد الذي وقع انتقاؤه عن جدارة من قبل مهرجان كان والمدرج في الركن الخاص بالأشرطة الوثائقية التي لا يخصص لها مهرجان كان جوائز وهو شريط تجسيد الأنبياء في الدراما لمنتجه ومخرجه الأسعد بالغائب. ففي مختلف التصريحات الصادرة عن مدير عام إدارة السينما بوزارة الثقافة نجده يتحدث عن الأفلام المدرجة في الإطار من قبل المعهد الفرنسي بتونس ويتجاهل هذا الشريط حتى صرنا نخال أن السيد الأسعد بالغائب يتوهم برمجته في هذا المهرجان لولا الدعوة الرسمية الموجه إليه من قبل هذا المهرجان بعد مشاهدة فيلمه الذي أنتجه بإمكاناته الذاتية ومن دون دعم إدارة السينما التي تد عم سنويا أكثر من 15 فيلما قصيرا ووثائقيا لم نسمع عن شريط منها أدرج في هذا الركن منذ سنين.
ويسعى شريط لسعد بلغايب إلى معالجة قضية خلافية شائكة تتعلق اساسا بظهور وجوه الممثلين الذين يقومون بتجسد الأنبياء في الأفلام والمسلسلات الدرامية. لم تكن هنالك مرجعيات دينية تمنع تجسيد الأنبياء في الدراما، لسبب بسيط هو أن الإنتاج السمعي البصري يعد من المستحدثات العصرية التي لم يعرفها الأسلاف هي مسالة حديثة.
ومع ذلك يتفق الجميع على الدور الذي تلعبه مثل هذه النوعية من الأفلام في عصرنا الحديث للمساعدة في تعزيز نشر القيم النبيلة للديانات والسؤال الذي نطرحه في هذا الوثائقي يتعلق بمدى تقبل المشاهد لتجسيد الممثلين الذين يقومون بدور الأنبياء والمرسلين خاصة أن الغالبية العظمى من الناس تحتفظ بصور مثلى لرسلهم وأنبيائهم وعن البدائل الفنية.