تونس الصباح:تنعقد في الفترة ما بين 14 الى25 ماي القادم الدورة 61 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي وقد اعلن منذ ايام في العاصمة الفرنسية باريس عن قائمة الافلام التي وقع عليها الاختيار من قبل هيئة المهرجان لتكون حاضرة رسميا في مختلف مسابقات واقسام هذه التظاهرة السينمائية الدولية الهامة والعريقة. أفلام.. من كل مكان كالعادة، سيكون للسينما الامريكية والأوروبية الحضور الأبرز ضمن عروض هذه الدورة الجديدة من مهرجان «كان» السينمائي الدولي.. فالسينما الفرنسية مثلا وكذلك الايطالية فضلا عن السينما الألمانية والبلجيكية نجدها جميعا حاضرة في مختلف مسابقات واقسام الدورة 61 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي الى جانب افلام قادمة من أمريكا اللاتينية (البرازيل والارجنتين..) ومن آسيا (سنغافورة).. في حين امكن للسينما التركية أن تقتلع لنفسها مرة أخرى مكانا في هذه الدورة الجديدة ضمن مسابقة الافلام الطويلة المتنافسة على الفوز بالسعفة الذهبية وذلك من خلال شريط «القرود الثلاثة» للمخرج التركي نوري بلج الذي سبق له ان فاز في دورة 2003 بجائزة لجنة التحكيم الكبرى عن شريطه «أوزاق».. بدورها السينما الاسرائيلية ستكون حاضرة وذلك من خلال شريط سينمائي يجمع بين الوثائقية والدراما للمخرج الاسرائيلي آري فولمان يوثق من خلاله على طريقته ومن منظوره لمجزرة صبرا وشاتيلا التي شهدتها مخميات الفلسطينيين في بيروتالغربية سنة 1982.. اما الغائب الأكبر وربما الدائم عن هذه التظاهرة السينمائية الدولية الهامة فهو وبلا منازع السينما العربية ومن ضمنها طبعا السينما التونسية التي ظلت دائما بعيدة عن أجواء المسابقات الرسمية للمهرجان وان كانت قد سجلت حضورها «الشرفي» احيانا في اطار بعض التظاهرات الموازية التي تنتظم على هامشه. لا في العير.. ولا في النفير! عموما، وباستثناء دورات قليلة من عمر المهرجان امكن فيها للسينما العربية ان تعلن من خلالها حضورها الفعلي ضمن مهرجان «كان» السينمائي الدولي مثل الدورة التي فاز فيها المخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا بجائزة السعفة الذهبية عن شريطه الشهير «وقائع سنوات الجمر». او تلك الدورة التي خصصها المهرجان منذ اكثر من عشر سنوات للاحتفاء بالمخرج المصري يوسف شاهين وبأفلامه.. فان السينما العربية في علاقتها بمهرجان «كان» السينمائي الدولي ظل ينطبق عليها دائما ذلك المثل القائل «لا في العير.. ولا في النفير!» بل الأغرب هنا انه وكلما تتالت الدورات كلما تعمق غياب هذه السينما وتقلص حضورها اكثر ضمن مختلف مسابقات وتظاهرات مهرجان «كان» السينمائي الدولي. السينما التونسية مثالا فالسينما التونسية مثلا نجدها قد اتى عليها زمان كان لها فيه حضور مستحق في بعض الدورات ضمن بعض التظاهرات الموازية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي مثل تظاهرة «نصف شهر المخرجين» او تظاهرة «نظرة ما» المخصصة للأفلام الواعدة وللمخرجين الواعدين.. فالمخرج فريد بوغدير مثلا كان حاضرا ذات دورة بشريطه «عصفور سطح» وكذلك مفيدة التلاتلي بشريطها «صمت القصور» تظاهرة «نصف شهر المخرجين» الموازية.. في حين ان حتى مثل هذا الحضور «الموازي» لم يعد متوفرا ولا متاحا للسينما التونسية على مدى دورات السنوات الاخيرة من مهرجان «كان» السينمائي الدولي.. ففي الدورة الماضية مثلا سعى المخرج نوري بوزيد جاهدا لان يكون حاضرا بشريطه «آخر فيلم» ضمن واحدة من التظاهرات الموازية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي وقدم ترشحه رسميا ولكن لجان الانتقاء التابعة للمهرجان استبعدته ولم تزكّيه لانها رأت فيها ضعفا فنيا على مستوى الصياغة والتنفيذ السينمائي. ...وماذا عن شريط «ثلاثون»؟ الفاضل الجزيري صرح بدوره وهو يشتغل على شريطه «ثلاثون» بانه يأمل ان يكون حاضرا به في الدورة (61) الجديدة لمهرجان «كان» السينمائي الدولي.. ولكن يبدو أنه لم ولن يتسنى له ذلك.. فهل يكون قدم ترشحه ووقع استبعاده أم انه لم ينته بعد من انجاز شريطه «ثلاثون»؟ مهما يكن من أمر.. الثابت ان السينما التونسية ستكون مرة اخرى خلال هذه الدورة الجديدة من مهرجان «كان» السينمائي الدولي خارج «اللعبة» وانها ستظل ينطبق عليها في علاقتها بمهرجان «كان» مثل «لا في العير.. ولا في النفير!».