هو حصيلة ورشات عمل ولقاءات وحوارات انطلقت منذ جويلية الماضي باشراف مؤسسة التلفزة التونسية بالتعاون والتنسيق مع ال«بي.بي.سي ميديا أكشن» لتكون الحصيلة مشروع مدونة سلوك للتلفزة التونسية. هذا المشروع تمّ تقديمه صباح أمس في ندوة صحفية مشتركة بين مؤسسة التلفزة التونسية وال«بي.بي.سي ميديا أكشن»، حيث بادر السيد عدنان خضر الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية بتقديم مختلف تفاصيل هذا المشروع «مدونة سلوك» لابراز السياسة التحريرية لهذه المؤسسة بعد الثورة والتي تضمنت في المقدمة «إلتزام الصحفيين والاعلاميين في مؤسسة التلفزة التونسية بوصفها مرفقا عموميا يقدم الخدمات الاعلامية بالتقيّد بأخلاقيات المهنة من خلال الالتزام الكامل بنصوص مدونة السلوك لتعزيز مصداقية وشفافية المادة الاعلامية».
واستعرض الرئيس المدير العام مكونات هذه المدوّنة وهي: الاستقلالية والحياد مع الجمهور ومع الجهات الرسمية والأخبار ونشرات الأحداث الجارية وبرامج الواقع والانصاف عند اجراء اللقاءات وعند تقطيع وانتقاء فقرات من المواد المسجلة والدقة بكل تفاصيلها واحترام الخصوصية وحماية الأطفال والضعفاء وتغطية الانتخابات والاستفتاءات والنزاهة.
وأكد السيد عدنان خضر أن تطبيق ما جاء في هذه المدونة يبدأ من الآن وهو ما بيّنه الاعلامي سعيد الخزامي رئيس قسم الأخبار بمؤسسة التلفزة التونسية الذي توقف في ذات الوقت عند بعض الصعوبات التي تعترض الصحفي وهي صعوبات لها علاقة بالدربة ونقص في التجربة مؤكدا أن السياسة التحريرية ليست قيدا لحرية الصحفي والاعلامي... بل هي وسيلة لحماية الصحفي والاعلامي والمؤسسة في نفس الوقت وهي أيضا لصالح المتلقي.
مدوّنة غير مستوردة
في تدخله أبرز الاعلامي ماهر عبد الرحمان المشرف على إعداد هذه المدوّنة وممثل ال«بي.بي.سي» في تونس أن ما تمّ تضمينه في هذه المدونة هو نتيجة تفاعل مع أبناء مؤسسة التلفزة التونسية... وإذا كانت ال«بي.بي.سي» أول مؤسسة تلفزيونية في الوطن العربي تعدّ مثل هذه المدونة فلا يعني ذلك البتة أن المدونة التونسية تم استيرادها. من ناحيتها توقفت السيدة نجلاء العمري مديرة اقليمية ب«البي.بي.سي» عند هذه المدونة التي جاءت عبارة عن «دستور صغير لكل العاملين» وعند الساهرين على احترام هذا العقد مبينة أن هذه المهمة جماعية لا تستثني أحدا.
جدول حول زيارة القرضاوي
ومع توجيه الدعوة الىكل الحاضرين لمزيد التعمق في دراسة هذه المدونة فقد أثيرت زيارة الشيخ يوسف القرضاوي وكانت محلّ تعاليق شتى حول التعاطي معها على اعتبار أن هناك من رحب بها وهناك من عارضها... ومن هذا المنطلق بيّن رئيس قسم الاخبار بمؤسسة التلفزة التونسية أن الصحفيين يعيشون على وقع مرحلة جديدة... ولا بدّ من الصبر عليهم حتى يكونوا على دراية كاملة وتامة بكل تفاصيل تحرير التقرير الاخباري والتقرير التحليلي ومختلف الأشكال التحريرية وهذا الكلام لسعيد الخزامي يحتاج الى تدريب حتى تأخذ الأخبار التلفزيونية المسار الذي يمكنها من كسب الرهان.