لا يزال اختصاص النقش أو الحفر على خشب الزيتون من الاختصاصات الهامة بولاية سيدي بوزيد اذ يساهم في تنويع اختصاصات الصناعات التقليدية وذلك الى جانب النسيج والطين والحجارة والاكساء كما يستوعب عددا هاما من اليد العاملة. ويدفع هذا القطاع التنمية الاقتصادية عبر توفير مداخيل هامة متأتية من عمليات التسويق بالداخل والخارج وهو يحتل المرتبة الثانية بعد الزربية من ناحية رقم المعاملات. ويعود إدماج اختصاص النقش على خشب الزيتون الى سنة 1989 عند انتصاب احد المستثمرين الأجانب بسيدي بوزيد حيث قام ببعث مؤسسة مصدرة لمنتوجات خشب الزيتون وبداية من سنة 1993 قام الديوان الوطني للصناعات التقليدية ببعث مركز تكوين في هذا الاختصاص ومباشرة بعد توقف المستثمر الأجنبي عن العمل تمكن عدد هام من العملة من بعث مشاريع فردية والانتصاب لحسابهم الخاص ومواصلة العمل في هذا الاختصاص. وقد بلغ عدد المشاريع المنتصبة بالولاية حوالي 15 وحدة موزعة بين المؤسسات والورشات منها 3 مؤسسات تقوم بتصدير منتوجاتها لبعض البلدان الأوروبية كألمانيا وفرنسا وايطاليات واسبانيا وانجلترا أما البقية فهي تقوم بترويج منتوجاتها بالسوق الداخلية وخاصة بالمناطق السياحية.
وتستوعب هذه الوحدات 143 عاملا قارا بطاقة انتاج تقدر ب 1120 طن ليصل بذلك رقم معاملات السنوي أكثر من 1134 ألف دينار وقيمة الاستثمارات 804 ألف دينار. ويتزود اغلب الحرفيين والمؤسسات بمادة خشب الزيتون من عدد هام من ولايات الجمهورية أهمها صفاقس ثم جرجيس وبن قردان والساحل نظرا لتواجد عدد هام من المناشر والمزودين. غير أن هذا القطاع لا زالت تعترضه العديد من الصعوبات المتعلقة أساسا بالتمويل لاقتناء حاجياتها السنوية من الخشب حتى يقع تجفيفها ثم استعمالها كما أن المشاركة في البتات الوطنية للتزود بالمواد الأولية يتطلب رأس مال هام مما يحول دون مشاركة صغار الحرفيين بها. ويواجه القطاع أيضا صعوبات أخرى تتعلق أساسا بعدم تواجد هيكل مهني يجمع المؤسسات والورشات العاملة بهذا الاختصاص يدافع عن مصالحهم وأيضا عدم توفر التغطية الاجتماعية للعاملين حيث تصنف هذه الورشات ضمن المؤسسات الصناعية وبالتالي يتم اخضاعها للنظام العام للضمان الاجتماعي نظرالاستعمالها لبعض الآليات.
ولتجاوز هذه الصعوبات تسعى الهياكل المختصة الى تشجيع الحرفيين على احداث مجمعات حرفية لتساعدهم على تجميع مقتنيات من المواد الأولية وتقوي قدرتهم على المشاركة في البتات العمومية المتعلقة بخشب الزيتون والسمار خاصة اضافة الى تكثيف مشاركات الحرفيين بالمعارض والمهرجانات والصالونات للتعريف منتجاتهم والتعرف عن قرب على ميولات المستهلك وذوقه وبالتالي معرفة توجهات السوق والاستعمالات السائدة للمنتوج. كما يقع العمل على اعادة تأهيل الورشات وهيكلتها لتحسين قدرة الانتاجية والرفع من كفاءة العملة ووسائل العمل. وقد تمت مؤخرا دعوة أصحاب المؤسسات والورشات الى مزيد البحث لاكتشاف الأسواق الجديدة لمنتجاتهم خارج الأسواق التقليدية مثل فرنسا وايطاليا عبر احداث مواقع على الانترنات خاصة بكل حرفي أو مؤسسة للتعريف بمنتوجهم ومهاراتهم وبالتالي الانخراط في منظومة التجارة الالكترونية دون الاقتصار على الطلبيات العادية والمجمعة والمرتبطة بالمزودين والوسطاء العاديين .
ويقع تشجيع أصحاب المؤسسات على الاستعانة بخريجي المعاهد العليا للفنون والحرف والفنون الجميلة قصد الاستفادة من أفكارهم ومعارفهم وتصويب وجهة بعض المنتجات ذات الانتاج المتكرر والعادي والعمل على اخراج منتجات وتصاميم تتجاوز الاستعمالات العادية وبالتالي توسع آفاق سوقه وتنمي قدرة مؤسسته الانتاجية والابداعية