سيدي بوزيد 23 أوت 2010 (وات) - أصبح قطاع الصناعات التقليدية بسيدي بوزيد رافدا من روافد التنمية اذ يستقطب اكثر من 14 الف حرفي وهو ما مكن الولاية من تبوء مكانة هامة على الصعيد الوطني مستفيدا من الحوافز والتشجيعات التي اقرتها الدولة ومنها مساهمة بنك التضامن في تمويل اكثر من 220 مشروعا منها 33 مشروعا في صناعات البلوز و45 في صناعة خشب الزيتون. ويعد استغلال خشب الزيتون من اهم الاختصاصات الواعدة في مجال الصناعات التقليدية حيث بلغ عدد المؤسسات الناشطة فيه اكثر من 19 مؤسسة منها 5 مؤسسات مصدرة كليا بطاقة تشغيلية تقدر بنحو 200 عامل قار وتحتضن ما يفوق 100 متربص ومنتدب. وقد بلغت صادرات الجهة المباشرة من خشب الزيتون اكثر من 1 مليون دينار دون اعتبار عمليات الترويج واقتناءات السياح لهذا المنتوج والمغازات بالمناطق الساحلية والسياحية والمتاتية من وحدات الانتاج والحرفيين العاملين بالجهة. وتسعى الهياكل المختصة الى تشجيع الحرفيين على احداث مجمعات حرفية لتساعدهم على تجميع مقتنيات من المواد الاولية وتقوي قدرتهم على المشاركة في البتات العمومية المتعلقة بخشب الزيتون والسمار خاصة اضافة الى تكثيف مشاركات الحرفيين بالمعارض والمهرجانات الصالونات لتعريف بمنتجاتهم والتعرف عن قرب على ميولات المستهلك وذوقه وبالتالي معرفة توجهات السوق والاستعمالات السائدة للمنتوج. كما يقع العمل على اعادة تأهيل الورشات وهيكلتها لتحسين قدرة الانتاجية والرفع من كفاءة العملة ووسائل العمل. وتمت مؤخرا دعوة أصحاب المؤسسات والورشات الى مزيد البحث لاكتشاف الأسواق الجديدة لمنتجاتهم خارج الاسواق التقليدية مثل فرنسا وايطاليا عبر احداث مواقع على الانترنات خاصة بكل حرفي او مؤسسة للتعريف بمنتوجهم ومهاراتهم وبالتالي الانخراط في منظومة التجارة الالكترونية دون الاقتصار على الطلبيات العادية والمجمعة والمرتبطة بالمزودين والوسطاء العاديين. ويقع تشجيع أصحاب المؤسسات على ا لاستعانة بخريجي المعاهد العليا للفنون والحرف والفنون الجميلة قصد الاستفادة من افكارهم ومعارفهم وتصويب وجهة بعض المنتجات ذات الانتاج المتكرر والعادي والعمل على اخراج منتجات وتصاميم تتجاوز الاستعمالات العادية وبالتالي توسع افاق سوقه وتنمي قدرة مؤسسته الانتاجية والابداعية في الآن ذاته. ومن ابرز المشاريع الناجعة في الجهة شركة خشب الزيتون لصاحبته السيدة هاجر هرابي حيث تشغل 60 عاملة وعاملا وتحتضن 15 متدربا وقد انطلقت في الانتاج منذ سنة 1994 بمساعدة شريك فرنسي وتشارك دوريا في العديد من المعارض الوطنية والدولية وخاصة في فرنسا حيث نجحت في التعريف بالمنتوج التونسي على اوسع نطاق. وتؤكد انها استفادت من العناية الموصولة لقطاع الصناعات التقليدية وسعت الى النهوض بهذا الاختصاص النادر ومسايرة اهم التحولات في الميدان لتصبح سيدي بوزيد قطبا لصناعة خشب الزيتون. وتشير الى انها ستقوم بالتوسيع في مشروعها لاستقطاب يد عاملة اضافية والرفع من قدرة مؤسستها الانتاجية لتلبية طلبات حرفائها في عديد الدول الاوروبية منها والامريكية. الشاب كمال غانمي كان تحصل على قرض من بنك التضامن بقيمة 4 الاف دينار ليبعث معملا صغيرا في اختصاص صناعة خشب الزيتون يشغل 7 عمال يؤكد انه قد تفطن منذ زمن إلى الآفاق الواسعة والفوائد المتعددة التي يقدمها مثل هذا المشروع لذلك فقد وظف كل امكاناته ليقدم الاضافة للجهة في هذا الاختصاص ووصل راسمال المشروع الى 15 الف دينار. ويقوم الشاب كمال ببيع كل منتوجه الى حرفاء من تونسوفرنسا فقط وينتظر ان يتحصل على مقر في المنطقة الصناعية الجديدة وذلك للقيام بالكثير من الاضافات لمشروعه. ومن المؤكد ان صناعة خشب الزيتون قد تجاوزت حدود ولاية سيدي بوزيد لتكتسب المنطقة شهرة فاقت حدود تونس ووصلت الى العديد من الدول الاخرى وهو ما يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية ويطرح العديد من الافاق الاخرى في مجال صناعة خشب الزيتون خاصة والصناعات التقليدية بصفة عامة.