أولا الغالبية الكبرى من التونسيين لا يمكن لهم ان ينسوا موقفين مستهزءين من تونس وشعبها من رئيسين لفرنسا، الموقف الاول هو لما جاء جاك شيراك في زياراته التاريخية ووصف التونسيين بأن طموحاتهم في حدود سيارة شعبية وشقة أما التفكير وفي ما هو استراتيجي فيمكن ان ينجزه لهم الفرنسيون. الموقف الثاني هو دعم حكومة ساركوزي الساقطة بواسطة الانتخابات لآخر لحظة لنظام بن علي وهو يقتل شعبه الى جانب استعداد وزيرة خارجيته آن ذاك لتقديم الدعم اللوجستي له وفضيحتها وفسادها الذي ما كان ليبرز لولا الثورة التونسية، زد على ذلك موقف الحكومات الفرنسية المتعاقبة الداعم لبن علي.
الحكومة التي ستأتي مع هولاند تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه فلديها ارث ساركوزي في احتقار التونسيين وصورته المهشمة نتيجة تدخله العسكري في ليبيا الذي يكتشف التونسيون الآن حجم أثره عليهم نتيجة تدمير ليبيا وتفكيكها.
الطبقة السياسية التونسية اليوم التقليدية منها لا تزال تتعامل مع فرنسا بما فيها القادم الجديد الى قصر الإليزيه بإرث الامة الحامية وبرغبة المغلوب بالاقتداء بالغالب لذلك البعض منهم يتسابق الى القول والى إبراز انه الأقرب والأكثر صداقة مع الفائز الجديد والحال ان واقع تونس اليوم قد تغير بعد الثورة فلم تعد تونس المحمية الفرنسية القديمة والتابعة للأمة الحامية بل أصبحت الكيان الذي له ذات مستقلة عن كل تبعية وعلى السياسيين على اختلاف إيديولوجياتهم ان يدركوا هذه الحقيقة الجديدة لأنها ستمكنهم من التعامل مع فرنسا بقيادة هولاند بمنطق الندية السياسية بالرغم من تشابك المصالح وفي هاته الحالة فقط يمكن للقوى السياسية التي تحكم أو ستحكم ان تحظى بتأييد شعبها.
يبقى ان نشير الى وجود نقطة مهمة في علاقة التونسيين عموما بالاشتراكي الذي فاز بالرئاسة في فرنسا وهي طبيعة علاقته مع القضية الفلسطينية لأن إنصافه للفلسطينيين ولعدالة قضيتهم سيعطيه شعبية لدى التونسيين ولدى العرب أجمعين ويسهل من التعاطي السياسي مع تونس وعكس ذلك سيضعه في موقف العداوة التي يمكن ان يبدأ هولاند في تقليصها بسحب سفيره الذي تحوم حوله الآن شكوك كبيرة واتهامات كثيرة بسبب دوره السابق في العراق واستبداله بسفير تكون يده بيضاء تجاه الثورة التونسية وتجاه القضايا العربية والمغاربية إجمالا.