لا يزال مقعد فؤاد عبيد شاغرا في المدرسة الابتدائية بفندق الجديد منذ أن «التهمته» قنال مجردة الوطن القبلي قبل أيام. وتشكل القنال المذكورة خطرا محدقا يهدد حياة متساكني المنطقة وخاصة أثناء نزول الأمطار هذه القنال هي المنفذ الوحيد لمرور الأهالي. فؤاد لم يكن الضحية الأولى فقد سبقه العشرات على مدى السنوات الماضية، ولم يكن الضحية الأخيرة بما أن أهالي حي سلتان (معتمدية قرنبالية) فجعوا نهاية الأسبوع الماضي بغرق تلميذين من أبنائهم في القنال. هذه القنال التي تعبر عديد المناطق والقرى أصبحت كارثة تهدد حياة المتساكنين خاصة الأطفال وتلاميذ المدارس الذين ليس لهم من منفذ سوى من خلالها، مثل فؤاد تلميذ السنة الخامسة الذي لم يبق له من أثر سوى مقعده الخالي داخل القسم، وقد رصدت «الشروق» بعض ما خلفته وفاته من لوعة وأسى لدى بعض أقرانه، فقد ترك بينهم فراغا كبيرا لا يختلف اثنان حول منافع قنال وادي مجردة الوطن القبلي، فقد سعت الدولة منذ سنين إلى تحسين قدرة التعبئة المائية بإنشاء وإقامة منشئات مائية ضخمة منها مشروع قنال مجردة الوطن القبلي الذي يمتد على 500 كم، وقد أعطى بعدا جديدا للزراعات في عديد المناطق مما جعل الأراضي الزراعية السقوية تتوسع حتى نما الإنتاج الفلاحي ونسبة التشغيل في هذا القطاع ولعل أول ما يلاحظه المتجول على ضفاف القنال ذلك السياج المقام على بعد عديد الأمتار وقد كان بالإمكان إقامته على الضفة مباشرة حتى يكون أكثر سلامة مع السماح بدخول الآلات للتنظيف عند الحاجة قد يكون هذا الحل مكلفا بالنسبة إلى وزارة الفلاحة لكن كلفته المالية هينة مقارنة بجدواه في حماية حياة البشر التي لا تقاس بالمال وفي انتظار اقتناع وزارة الفلاحة بهذا الحل، يبقى دور العائلة والمؤسسات التربوية أساسيا في توعية الأبناء من مخاطر القنال.