ينتصب مركب هياكل الاستقبال على الشارع الرئيسي لسبيطلة قبالة الموقع الأثري بالمكان ويجاوره المتحف ومجموعة من الوحدات السياحية ورغم هذا الموقع المتميز الا أن تجاره يواجهون الافلاس نتيجة السمسرة التي يمارسها بعض الأدلاّء السياحيين حسب تصريحهم. «الشروق» كان لها لقاء مع هؤلاء التجار الذين أعربوا عن غضبهم مما يتعرضون له من تجاهل من قبل وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية التي عجزت عن تنظيم القطاع باعتبار أن المركب تم تسويغه من قبل هذه الوكالة عن طريق مناقصات في البداية ثم عن طريق التعيين نظرا لعزوف التجار عن كراء هذه المحلات نتيجة لما تشهده من كساد رغم وجود المركب في قلب المدينة ورغم توافد مئات السياح يوميا على الموقع الأثري المقابل بل ان البعض سلم في محله وأغلقه نتيجة الافلاس فالسيد حفصي سعودي صاحب محل لبيع التبغ لاحظ أنه تسوغ المحل بمبلغ مالي قدره 100 دينار وقبل في البداية بهذا المبلغ ظنا منه أنه سيجني مداخيل محترمة نظرا للموقع المتميز الذي يحظى به المركب ولكنه فوجئ بأن المداخيل لا تغطي المصاريف وطالب الوكالة بالتخفيض في معلوم الكراء ومراعاة وضعيتهم خاصة بعد الثورة لا سيما وأن له 5 أفراد في العائلة أحدهم متحصل على شهادة عليا وماجستير في الرياضيات وبصدد اعداد أطروحة دكتورا وآخر يدرس في الجامعة ويستوجبان مصاريف كبيرة لتغطية حاجياتهما الدراسية علاوة على مصاريف باقي أفراد الأسرة وهو ما جاراه فيه السيد محمد عبيد الصالحي صاحب مقهى في المركب والذي تذمر من حالة الكساد ويخشى الافلاس واغلاق مشروعه الذي تسوغه ب600 دينار شهريا غير مجهز بعد عودته من المهجر للاستقرار في تونس وكان قد قبل ساعتها بالمعلوم ظنا منه أن المركب سيكون محط أنظار السياح لكنه وجد نفسه يواجه الافلاس بعد تغيب السائح عمدا عن المكان حيث أن بعض الأدلاء السياحيين لا يدرجون هذا المركب في زياراتهم نظرا لعدم تمتعهم بمعلوم السمسرة حسب ما صرح به محدثنا وهذا يعد أمرا خطيرا وممارسة لا أخلاقية ولا قانونية من قبل هؤلاء الأدلاء علما وأن محدثنا كان قد راسل وزير الثقافة في الأمر ولكنه لم يتلق أي ردّ وهنا المطلوب من وزارة السياحة ووكالة التراث والجهات المعنية بهذا المركب التحرك واعادة هيكلة القطاع السياحي ومراقبة المارقين عن القانون اذ أن معلوم السمسرة لا يعد حقا يطالب به الدليل وان كان هؤلاء الأدلاء يتمتعون بهذا المعلوم في الكثير من الأحيان تشجيعا لهم على جلب السياح الى المكان على غرار ما قام به السيد محمد الكافي محفوظي صاحب محل للصناعات التقليدية الذي يواجه نفس الصعوبات جراء أنانية بعض الأدلاء وجراء تجاهل وزارة السياحة وكالة احياء التراث وهو يطالب على غرار بقية زملائه بالاهتمام بهذا المركب وادراجه قانونيا ضمن المناطق التي يجب زيارتها خاصة وأنه يقع قبالة الموقع الأثري الذي يعج بالسياح يوميا والأجدر أن تكون فترة راحتهم بهذا المركب ووجبات غدائهم أيضا.
المركب مبرمج في المسلك السياحي
«الشروق» وحرصا منها على الاستماع الى الرأي الآخر التقت السيد رضا قاسم المدير العام لوكالة احياء التراث المعنية بالمسألة باعتبار تسلمها معلوم الكراء والمشرفة قانونيا على هذا المركب والمعنية اذن بمشاكله فلاحظ أن المركب مبرمج ضمن المسلك السياحي لمدينة سبيطلة ولكن ما ينقص المركب وسبيطلة عموما هو الاشهار وأضاف أن الوكالة متفهمة لهذه الصعوبات ولكن لا حول ولا قوة لها في الوقت الحالي باعتبار أن القوانين السارية الى حد اليوم هي نفسها التي كانت في عهد بن علي وأضاف أن الجهات المعنية بهذا الأمر ستأخذ على عاتقها مسألة تأطير الادارات المعنية والمختصين والادلاء حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات وأضاف أن الوكالة متفهمة لوضعية هؤلاء التجار خاصة بعد الثورة والدليل أنها لم تتلق معلوم الكراء الى يومنا هذا.