فاجعة بحرية اهتزت لها صفاقس صباح أمس الاثنين على إثر اصطدام بين «لود تونس وسرسينا» ...الحادث والحمد لله لم يخلف خسائر بشرية، لكنه خلف في المقابل أكثر من 30 جريحا حالاتهم متفاوتة الخطورة. كما تم تسجيل حالات إغماء متعددة وخسائر مادية شملت البطاحين وسيارات وشاحنات تضررت بشكل لافت للانتباه.
«الشروق» تحولت على عين المكان لحظة الحادث... المكان الميناء التجاري بصفاقس، والزمان الساعة الحادية عشرة إلا 10 دقائق من صباح يوم أمس الاثنين ، الحالة: ذعر هرج ومرج تسارع لإجلاء الجرحى وسط تساؤلات يتيمة عن سبب الحادث وتحليلات كثيرة من مستعملي «اللودين» وأهاليهم بصفاقس وجزيرة قرقنة... الحادث وحسب رواية بعض شهود العيان جد على النحو التالي : في الوقت الذي كان فيه لود سرسينا البطاح القادم من قرقنة يستعد لدخول الميناء البحري التابع للشركة الجديدة للنقل بقرقنة من خلال القنال المحددة للغرض، كان «لود تونس» يستعد لمغادرة نفس الميناء لتأمين رحلة بحرية من صفاقس إلى قرقنة.
في القنال وعلى مستوى «الفنارات» أي مدخل ميناء صفاقس، حصل التصادم بين البطاحين في يوم سجلت فيه الأحوال الجوية هبوب بعض الرياح القوية... التصادم وقع بين بطاحين يفوق وزن الواحد منهما 750 طنا وهو ما يفسر قوة الاصطدام بين سفينتين ضخمتين ضخامة إحداهما لا تعكس قوة محركاتها، وقد خلف التصادم عددا كبيرا من الجرحى وارتطام بين الشاحنات والسيارات فيما بينها والتي كانت على ظهر السفينتين وبعضها يستعد للمغادرة...
أطنان من الحديد تطفو فوق المياه تصادمت «وجها لوجه» وهو ما يفسر عدد الجرحى والمصابين : شيوخ وعجائز، شباب وأطفال من الجنسين، بعضهم جرح والبعض الآخر أصيب بكدمات وكسور وحالات إغماء من الجانبين خاصة وأن عددا من مستعملي لود سرسينا كانوا يستعدون للنزول أي إنهم كانوا وقوفا أمام وسائل النقل من شاحنات وسيارات والتي كانت تستعد بدورها لمغادرة اللود من بابه الأمامي وهو ما لا يختلف في مشهده العام عن لود تونس الذي مازال مستعملوه وقتها يستعدون لبداية الرحلة البحرية...
حسب شاهدي العيان، عاش مستعملو البطاحين حالات من الذعر والفزع والهلع، الصياح ارتفع من هنا وهناك، والشهادتان سبقت على لسان البعض تحسبا لأي مكروه بدا واضحا في عمق البحر لكن مشيئة الرحمان شاءت أن يخلف الحادث 30 مصابا، 4 منهم حالاتهم استوجبت الإقامة بقسم العناية المركزة.
الخسائر المادية وفي انتظار التقرير النهائي لإدارة الشركة الجديدة للنقل بقرقنة والجهات المعنية، شملت مقدمة «اللودين» وعددا كبيرا من وسائل النقل من سيارات وشحانات بعضها محمل بمواد البناء...
الخسائر بشكلها النهائي لم تتحدد لحظة صياغة الموضوع، وأسباب هذا الحادث الذي لا يمكنه أن يمس من سمعة الشركة لم تتضح بعد، لكن ما وقفت عنده «الشروق» فعلا هو جدية وحرفية الموظفين والعاملين بالبطاحين ، بل وبكل أعوان وموظفي الشركة الجديدة للنقل بقرقنة الذين تدخلوا بشكل عاجل وبخبرة في التعاطي مع مثل هذه الحوادث، وقد وجد العاملون مساندة كلية من أهالي قرقنةوصفاقس والذين تدخلوا بشكل عاجل وتلقائي في محاولة لمد يد المساعدة مع أعوان الحماية المدنية والحرس والشرطة والإطار الطبي وشبه الطبي والمسعفين والذين كان تدخلهم كافيا لتطويق تبعات الحادث البحري.
المصابون تم نقلهم تباعا إلى المستشفى الجهوي بصفاقس، وقد تلقوا الإسعافات اللازمة والفحوصات الضرورية رغم انتقادات البعض... عدد المصابين فاق ال 30 مصابا، 4 منهم حالتهم استوجبت الإقامة بالمستشفى لمزيد التثبت من صحتهم، وقد تحول والي صفاقس فتحي الدربالي على عين المكان للإطلاع على سير التدخلات والتحدث إلى المتضررين، وعائلاتهم قبل أن يتحول إلى ميناء صفاقس للإطلاع على مخلفات الحادث الذي لا يمكنه بحال من الأحوال أن يهز من سمعة الشركة ودورها في تأمين الرحلات بين صفاقسوقرقنة .
الفاجعة والحمد لله لم تسفر عن خسائر بشرية، وأسباب الحادث والخسائر المادية ستكون محل متابعة من الجهات المعنية لتحديد المسؤوليات وضمان حقوق المسافرين وخاصة المتضررين منهم في هذه الفاجعة البحرية.
بقي أن نشير في أن الشركة استأنفت على اثر الحادث نشاطها في تأمين السفرات بين صفاقسوقرقنة معتمدة على بطاحي قرقنة وحشاد في حين سيتم تحويل اللودين المتضررين إلى منزل بورقيبة للصيانة والإصلاح وهو ما سيؤثر ربما على الرحلات ومواعيدها....