علاقة أهالي بنزرت وشبابها بالبحر لها أكثر من خصوصية حيث أفرزت أنشطة وهوايات تمتد على مدى أشهر السنة ولتتحول من ثمة إلى تقاليد قائمة بعضهم اختار لها السباحة سبيلا والآخر الصيد وليصبح معها البحر كما يرى الكثير من الملاحظين جزءا من الحياة. مع اقتراب فصل الصيف الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام غالبا ما تستوقفك مشاهد أطفال في عمر الزهور مشدودين إلى ضفة من ضفتي قنطرة بنزرت المتحركة مقلبين البصر في البحر المترامي متحينين الفرصة للقفز بين الفينة والأخرى رغم المخاطر وإعلان منع السباحة... وفي جولة أخذتنا بين أروقة بطاح بنزرت وبعض من شواطئ منطقة سيدي سالم كان عدد من التلاميذ قد اقتطعوا البعض من الوقت للقيام بالسباحة . التلميذ «محمد علي المعلاوي» سنة سابعة أساسي كان بصحبة عدد من أصدقائه أفادنا أن علاقة «البنزرتية» بالبحر لا يمكن وصفها ولا سيما ببطاحه وأنه يقتطع البعض من الوقت للسباحة والترفيه بمثل هذه الأماكن من المدينة في أوقات الفراغ وغير بعيد عنه أشار الشاب « عبد الرحمان بوشوشة» طالب علوم الاتصال والتكنولوجيا بماطر أن فترة السباحة بالجهة ليس لها موعد قار بالجهة ولا ترتبط بحلول فصل الصيف بل تعود إلى اشهر سابقة ابتداء من شهر افريل من كل عام أحيانا وأضحت من ابرز الهوايات في فترة الصيام وتذهب بعض الدراسات أن موسم السباحة أو بالأحرى «العوم» في بنزرت ينطلق مع شهر مارس وهو يعد من كبرى هوايات الأهالي وعرفت مجموعات متكونة من أطباء ورياضيين بممارسة هذه السباحة على مدى اشهر الشتاء والصيف، وفي هذا الإطار أوضح السيد «سامي بو معيز» طبيب جراحة اختصاص العظام والمفاصل أن علاقة «البنزرتية» بالبحر ليست رهينة طبيعة فصول السنة وتتوزع مابين أنشطة متنوعة من عوم وصيد وأضحت بمثابة تقاليد ترفيه العائلات. مضيفا أن من مزايا «العوم» معالجة أمراض العظام والأنف والحنجرة وإضفاء حيوية على حركة عظام البدن وتنشيط خلايا الجسم وجعل المفاصل في حالة جيدة على الدوام وذلك بالنظر للفائدة الصحية للأملاح المعدنية المتواجدة بالبحار. أما استاذ الرياضة «شريف الدمني» الذي يمارس رياضة السباحة في اطار مجموعة متكونة من الرياضيين والأطباء على مدار العام فابرز أن صلة «البنزرتية» بالبحر متميزة وفريدة مضيفا أن المجموعة التي ينتمي إليها تتكون من خمسين شخصا جمعهم غرام وهواية حب البحر والرياضة وتعود كفكرة إلى حدود عشرين عاما وأن من فوائد العوم على مدار العام تنشيطا وحركية إضافية في العروق بعد القيام برياضة المشي وذلك لفترات هامة من اشهر السنة كما أشار محدثنا في ذات السياق انه من المرتقب عقد «مارطون» خلال هذه الصائفة في الغرض بولاية بنزرت. وفي جانب متصل تحول البحر من أسباب الحياة وتعاطي بعض المهن في مدينة منزل عبد الرحمان وكذلك من ابرز المميزات الحضارية لهذه البلدة أن «الفلوكة» علامة الهيبة والرجولة وعلى صعيد متصل أفادتنا مصالح من الدائرة الفنية لبلدية بنزرت أن ثلاث مناطق مهيأة للسباحة ببنزرتالمدينة وتتوزع ما بين جرزونة وسيدي سالم وعين مريم وأن التدخلات التي انطلقت ستشمل انطلاقا من 15 ماي غربلة الرمال مع تهيئة مداخل الشواطئ والشريط الساحلي والتي تمتد الى حدود سبتمبر من كل عام.