تشهد مدينة جندوبة وبقية مدن الجهة نقصا حادا في مادة الإسمنت منذ ما يزيد عن شهر وهو ما عطل مصالح أصحاب حضائر البناء وساهم في تنشيط السوق السوداء . أول ما يشد انتباهك حيث محلات بيع مواد البناء هي الطوابير الطويلة مع إطلالة كل صباح وغاية الحاضرين من مناطق مختلفة من الجهة هي الحصول على أكياس إسمنت ويسارع أصحاب السيارات والشاحنات وكل من له من القوة الجسدية إلى الاستحواذ على الكميات ثم ينصب نفسه على بعد بعض الأمتار من موقع محل بيع مواد البناء بائعا فيبيع هذا وذاك أكياس الإسمنت وبأثمان تتراوح بين 10 و12 دينارا .
عدد من المواطنين تساءلوا عن دور الرقابة الاقتصادية في التصدي لأصحاب محلات بيع مواد البناء والتجار الجدد الذين أفرزهم الوضع لأنه من غير المعقول أن تمتلئ جيوب الجشع من عرق الكادحين وويعاني جيب المواطن الذي أنهكته أحكام السوق .
التصدي لظاهرة انتشار السوق السوداء فيما يتعلق بالإسمنت بات مسؤولية الجميع بدءا بالمواطن الذي عليه أن يرشد استهلاكه ويمتنع عن الشراء بهذه الطريقة الابتزازية مرورا بدور أصحاب محلات بيع مواد البناء في توفير متطلبات السوق واحترام الأسعار القانونية وصولا لدور الرقابة الاقتصادية حتى يحترم كل طرف ما له وما عليه كي لا يربح الجميع ويخسر المواطن في نهاية المطاف .