مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخلفات أزمة الاسمنت : مشاريع معطّلة... بطالة... ... والسوق السوداء ناشطة
نشر في الشروق يوم 12 - 04 - 2010

خلّف نقص مادة الإسمنت في مختلف مدن الجمهورية، وبغض النظر عن أسبابه الحقيقية والمبررات التي قدمتها السلط الرسمية، انعكاسات واضطرابات على السوق وعلى نشاط وعمل المقاولين وعملة البناء وتجار وموزعي هذه المادة.
كما توقفت عديد المشاريع وأشغال البناء وفرضت البطالة على آلاف العاملين في القطاع وبقية القطاعات المرتبطة به.
«الشروق» وعبر شبكة مكاتبها ومراسليها حققت في الموضوع ورصدت انعكاساته على السوق والأهالي والعمال.
القيروان :الأزمة أضرت بدخل العائلات الصغيرة وأنعشت جيوب «الكبار»
القيروان الشروق:
أصبح نقص الإسمنت بولاية القيروان يشكل أزمة حقيقية ألقت بظلالها على أكثر من قطاع واكتوى بنارها أكثر من طرف. تجار التفصيل تأثرت تجارتهم وتراجعت مبيعاتهم فراحوا يستجدون كميات يسوقون بها مواد أخرى. أما عمال البناء فتبخرت «الخبزة» من بين أيديهم كغبار الإسمنت فراح البعض يبحث عن آثارها في حظائر مهجورة بينما ركن آخرون الى عطلة قسرية لا يعلمون أمدها. أما المستهلك فتعطلت أحلامه في إتمام البناء والترميم وانخرط في السوق السوداء.
ولا تزال أسباب نقص الإسمنت غامضة ومتشعبة، غير أن ما هو جلي هو دخول أطراف داخلية في مضاربات رفعت أسهم كيس الإسمنت فوق السحاب وبلغ السعر أضعافا مضاعفة في السوق السوداء وبين السيد خالد قويعة (مستهلك) أنه أقدم مؤخرا على بناء طوابق إضافية أنفق فيها أموالا طائلة لرفع بنيانها. غير أنه اضطر الى التوقف الإجباري جراء نقص الإسمنت الذي بحث عنه بين التجار الكبار والصغار دون جدوى. وعن تأثره بالأزمة أكد خالد أن هذا النقص أجبره على تأجيل الأشغال المفتوحة مبينا أن الحصول على أكياس الإسمنت رحلة شاقة ومضاعفة تضاعف المصاريف.
وبين أن هذا الظرف أدى الى ارتفاع أسعار الاسمنت ودخوله الى السوق السوداء أين تضاعف السعر جراء حالة التهافت والتدافع من أجل الحصول على جزء من الحاجيات لإتمام عمليات البناء. وبين أن المستهلك أصبح مخيرا بين انتظار مرور الأزمة أو الإضطرار الى خوض السوق السوداء وعبر عن استيائه من استغلال التجار للأزمة في البيع المشروط ورفع الأسعار. من جهة ثانية ذكر خالد أن عمال البناء الذين يثق فيهم ويتعامل معهم انقطعوا عنه وتاهوا يبحثون عن حظائر أخرى.
عمال البناء (المعلم أو الصانع) هم المتضررون بشكل مباشر من الأزمة ليزيد في طابور العاطلين بعد أن اضطربت سوق الشغل وشهدت مختلف حظائر البناء تذبذبا وحالة عدم استقرار ما يضطر عمال البناء الى الإنتقال من مكان الى مكان بحثا عن كيس الإسمنت.
وأكد الطيب العجيلي (معلم بناء ورب أسرة) أن عائلات عمال البناء تضررت بشكل كبير ومباشر من الأزمة. وبين أن أشغال البناء هي مورد الرزق الوحيد لأمثاله وطالما أنه لا يتوفر الإسمنت فإن عائلته تضررت من الأمر ورغم تنقله بحثا عن حظيرة بناء يلتمس فيها شغلا إلا أنه يجدها معطلة أو محققة حاجاتها من العمال فيعود خائبا بلا رغيف خبز.
وأكد السيد مقداد (تاجر مواد بناء) أنه لا يحصل على طلباته العادية من الإسمنت من المزودين. ويكلفه الحصول على كميات قليلة بعسر بعد الإنتظار لأيام دفع مبالغ إضافية للفوز بها. وبين أن ارتفاع الأسعار بين الوسطاء حرمه من هامش الربح مبينا أنه لم يعد للتسعيرة القانونية وجود جراء فرض تجار الجملة أسعارا مضاعفة يرون أنها ثمن ما يتكبدونه بدورهم من متاعب في الحصول على الإسمنت من المعامل.
وبين مقداد أن الوسطاء يتحكمون في أسعار الإسمنت مؤكدا أن رقم مبيعاته تراجع نتيجة تجمّد عمليات بيع بقية مواد البناء (آجر وحديد وخزف...) لارتباطها الوثيق بالإسمنت. وبين أن توزيع الإسمنت يتم في جنح الظلام وفي أماكن نائية وفي أوقات لا يعلمها إلا من تم الإتفاق المسبق معه بشكل أو بآخر.
وتجدر الإشارة الى عمليات البناء المنزلية ومقاولات البناء مرتبطة بعشرات القطاعات بشكل مباشر بين الحداد والنجار والدهان والكهربائي.... تتفاوت بينهم الأضرار بحسب العلاقة المباشرة بالقطاع. ويذكر أنه ينتظر انطلاق مصنع الإسمنت بجهة بوحجلة في مرحلة الإنتاج قريبا.
ناجح الزغدودي
جندوبة : السوق السوداء تنشط بقوة والعمال يتحولون إلى تجّار
جندوبة الشروق :
أحدث النقص الحاد في مادة الإسمنت خلال الفترة الأخيرة نوعا من الإضطراب في سوق الإسمنت بمدينة جندوبة، مما كان وراء نشاط السوق السوداء بقوة حتى أن ثمن الكيس الواحد وصل إلى ما يقارب الثمانية دنانير كما تحول عدد كبير من عمال الحضائر إلى تجار في السوق السوداء لما يحققونه من مرابيح خاصة في ظل الأزمة التي ألقت بظلالها على السوق منذ أكثر من شهر ونصف، عن هذه الأزمة تحدث السيد عادل بن عمر وهو صاحب محل لبيع مواد البناء فأكد بأن الوضعية الحالية شجعت بعض المحتكرين من باعة كما خلقت بعض المشاكل بين الحرفاء وأصحاب محلات البيع خاصة أن بعض الحرفاء أصبحوا يستعملون حصولهم على الإسمنت كوسيلة ضغط لشراء بعض المواد الأخرى كالآجر والحديد و... كما أوضح بأنه كان يشتري يوميا شاحنتين من الإسمنت، يقوم بتقسيمها بين حرفائه غير أنه أصبح يشتري شاحنة طيلة أسبوع كامل، منذ ظهور ما عبر عنه بأزمة الإسمنت.
أما السيد فؤاد القارشي وهو حريف فقد أفاد بأنه دفع منذ أسبوع معلوم 10 أكياس وبقي ينتظر قدوم الإسمنت، مما كان وراء تعطيل سير العمل بالنسبة إليه كما أضاف بأن أزمة الإسمنت كانت وراء دخول عمال الحضائر في بطالة كما عطلت هذه الأزمة بعض المشاريع التي وجد أصحابها أنفسهم أمام حتمية إيقاف الأشغال بسبب قلة الإسمنت في السوق.
ويرى السيد حاتم لعبيدي وهو بناء، بأن بعض العمال تحولوا إلى تجار في مادة الإسمنت، حيث ينشطون في السوق السوداء، ناهيك أن سعر الكيس في هذه السوق وصل إلى 8 دنانير، سيما وأن بعض الراغبين في إتمام أشغال منازلهم، باتوا يبحثون عن الإسمنت بأي ثمن.
سمير العيادي
سيدي بوزيد : سوق الإسمنت ...«زوبعة» ظرفية أضرت السوق
سيدي بوزيد الشروق :
شهد قطاع البناء في سيدي بوزيد خلال المدة الأخيرة نوعا من البطء أو الانحباس في عدة مناطق من الجهة وذلك لعدم وجود الكميات اللازمة من مادة الإسمنت الذي يمثل العمود الفقري في القطاع الذي أضحى يتميز بحركية هامة منذ سنوات عديدة رغم ما حصل من إنقطاعات أخرى في بعض المواد الأساسية للبناء على غرار مادة الحديد ومادة« الجير » وغيرهما وارتفاع الأسعار مرات عديدة .
وقد تذمر الأهالي بمختلف وضعياتهم المهنية والمادية والاجتماعية من « أزمة » الإسمنت تذمرا كبيرا لما سجل من إنعكاسات سلبية طالت مختلف الأطراف .
ورغم بعض الاحترازات مع بعض الجهات المعنية التي توجهنا إليها لتشخيص ما آلت إليه أزمة الاسمنت والنتائج الحاصلة لديها وصعوبة المعلومة وخاصة من جهة باعة الإسمنت بالتفصيل الذين تمنعوا حتى عن ذكر أسمائهم فإننا تحاورنا مع عينة من الأشخاص الذين عبروا عن حيرتهم وأرائهم من زواياهم الخاصة.
السيد محمد الهادي ذكر أن فقدان الإسمنت أصبح الشغل الشاغل للكبار والصغار و أرق الجميع حيث كثرت الإشاعات والأحاديث وراجت أخبار الزيادة في الأسعار وكثرت اللهفة وتزايد الإقبال على إقتناء مادة الإسمنت حتى شحن من الأسواق والنيابات وأنقطعت مددا متفاوتة .
وقد ساهم هذا الأمر في تنشيط ما يسمى ب « السوق السوداء» التي وصل فيها سعر الطن الواحد من الإسمنت إلى ما أكثر من 160 دينارا فضلا عن مصاريف التنقل التي تختلف من منطقة إلىأخرى وعبر محدثنا عن استيائه من هذه الممارسات اللا معقولة التي يذهب ضحيتها المواطن «الزوالي» نظرا لمحدودية دخله وناشد الجهات المسؤولة تنظيم القطاع والضرب على أيدي المضاربين والمحتكرين والدخلاء تكثيف المراقبة على الجهات المعنية من منتجي المادة إلى مستهلكيها مرورا بباعة الجملة والتفصيل حتى لا يتهمش القطاع ولا يثقل كاهل المستهلك .
ومن جهته بين السيد عمران باللعج (مسؤول بشركة لبيع مواد البناء بالجملة والتفصيل ) أن جهة سيدي بوزيد تتزود أساسا من معمل الإسمنت الكائن بالجريصة ( ولاية الكاف ) وبكل حاجياتها تقريبا وبما أن هذا المعمل قد حصل فيه عطب طارئ خلال المدة الأخيرة تسبب في انقطاع مادة الإسمنت على الجهة اتجهت الانظار إلى بقية المعامل المتواجدة بالنفيضة وجبل الوسط وقابس وغيرها غير أن هذه الوضعية أدت إلى زيادة في أسعار الإسمنت باعتبار أن المعمل لا يتحمل مصاريف النقل خارج مناطق التوزيع التي ترجع اليه بالنظر كما هو معمول به مع معمل الجريصة الذي تتزود منه جهة سيدي بوزيد سيما وأن معلوم النقل موكول إلى الدولة والمعمل وذكر السيد عمران أن هذه الحالة قد تسببت في نقص المنابات الخاصة بنقاط البيع بالجملة وفي خصوص البيع بالتفصيل ذكر السيد باللعج أن النشاطين في هذا المجال شهدت بقية بضائعهم نوعا من الركود وذلك بسبب انحباس حركة البناء وضعف الطاقة الشرائية للمواطن وأضاف أن السلط الجهوية بسيدي بوزيد قد تدخلت مؤخرا للحد من هذه الأزمة لفائدة المقاولين والعمال وكافة المواطنين لدى معمل الجريصة للترفيع في مناب الشركة التي يعمل بها محدثنا باضافة 25 طنا من الإسمنت حيث صار منابها اليومي من هذه المادة 75 طنا تباع في كنف الشفافية والوضوح وبأسعارها العادية أمام الملإ بعيدا عن الوساطة وعن المضاربة وما شابهها ...
وختم السيد عمران باللعج حديثه معنا أن هذه الأزمة هي عبارة عن « عاصفة » وستزول في الأيام القليلة القادمة سيما وأن معمل الجريصة قد عاد إلى سالف عهده وستزول أزمة الإسمنت بزوال اللهفة والإشاعات والأقاويل التي لا أساس لها من الصحة .
محمد صالح غانمي
قفصة : بطالة مفروضة ومشاريع متوقفة
قفصة الشروق :
شقة الزواج، وشقة العمر، مشاريع توقفت وموارد رزق نضبت، وكل هذا مأتاه أزمة عرفت لدى الشارع التونسي «بأزمة السيمان»، هذه المادة التي قد تصبح لقلتها كمعدن الذهب، الكثير توقفت أعمالهم، وآخرون بقيت منازلهم نصف مبنية... الشروق زارت البعض ممن شملتهم الأزمة، سألتهم وكان هذا هو الجواب : الحبيب، أستاذ تعليم ثانوي، وجدناه لدى أحد موزعي مواد البناء، يستعلم عن أخبار الأزمة، قال : «سأتزوج هذه الصائفة، وكنت قد بدأت بناء منزل الزوجية منذ بدأت العمل، فكلما سنحت الفرصة كنت أنجز البعض منه، لكن ما لم يخطر على بالي هو أن أتعرض لمثل هذه الأزمة، فالمنزل لازال لم يكتمل ويحتاج إلى تقسيم... وغيره، والموعد الذي حددناه للزواج قريب، وأنا لا أجد «السيمان»، ما الذي سأفعله؟ إلى حد الآن لازلت عاجزا عن إيجاد حل».
أما مبارك، وهو صاحب المحل الذي وجدنا فيه الحبيب، فقد قال : «الأزمة تتكرر كل عام في هذا الوقت تقريبا، لأن الجميع يؤجل بناءاته للعطلة الصيفية، والذين يعتزمون الزواج يبرمجونه للصيف، والكل يريد لبنائه أن يكتمل لأن الوقت ضيق، بعضهم يقولون إن الاحتكار هو أهم الأسباب، لكنني لا أعتقد، فنحن لا نزال لا نحقق اكتفاءنا الذاتي من هذه المادة، فالمصانع الموجودة في تونس لا تتجاوز الستة، فهل تتصورون أنه عدد كاف لتلبية طلبات الجميع، لا أعتقد ذلك، لكن تبقى الحلول البديلة غير موجودة، بصراحة يكاد رأسي ينفجر من تكرار نفس الإجابة لمن يسأل عن «السيمان».
هذا كان رأي مبارك الذي أجابنا بحماس، وكان كذلك هو رأي هادية، فقالت : «اعتزم الزواج في الصائفة، لكن منزلنا يحتاج إلى العديد من التعديلات ليكون جاهزا لهذه المناسبة، لكنني منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وأنا أبحث عن هذه المادة التي تكاد تصبح ذهبا، ولكنني دوما أعود خائبة، فالموزعون يوزعونه حسب الأولويات.
رأي «العيد» كان ممثلا لأغلب البنائين : «هذه الأزمة تتكرر كل عام تقريبا، انها أصعب فترة، فعملنا يتعطل، أنا مثلا عاطل عن العمل إلى حين يتوفر هذا «الذهب»، وعدد غير قليل ممن أعرفهم يعملون أسبوعا ويتعطلون أسبوعا آخر، وكل هذا بسبب نقص هذه المادة، أجد قوت أسبوع، وأعجز عن قوت الأسبوع الآخر، ولكنني أدعم أحوالي بالعمل في الفلاحة، ولكن، هناك من لا يقدر على عمل الفلاحة، كذلك الأجر غير جيد في هذا القطاع، فتظل المرمة هي الحل الأفضل دوما، لكن تقطع العمل حسب نقص مادة من مواد البناء، جعل الحصول على القوت أمرا صعبا للغاية، أتمنى أن تعالج هذه الأزمة قريبا لكي نستأنف أعمالنا، فمادامت المواد موجودة، فالعمل لا ينقطع».
فدوى بن خليفة
صفاقس : الممارسات اللااخلاقية وراء البلية والأعمال توقفت
الشروق : مكتب صفاقس :
الإسمنت مادة اولية واساسية للبناء هذا ما اجمع عليه كل من التقتهم « الشروق » حول مسألة نقص هذه المادة ومدى تأثيرها على البائع والمواطن وعمال حضائر البناء .
ينطلق بائع مواد البناء نجيب من واقع ان نقص الإسمنت قد تم تسجيله منذ اكثر من شهرين كاملين مضيفا أن « المضاربات في الاسعار والاحتكار اثرت على السوق تأثيرا كبيرا ومباشرا حتى ان الطن من الاسمنت اصبح يباع بسعر طن ونصف الطن وهو ما لا يقدر عليه كل الباعة فتأثرت تبعا لذلك مبيعات مواد البناء المرتبطة اساسا بهذه المادة الضرورية لكل « مرمة » وقد اصبح الواحد منا ينتظر في صف طويل على امتداد حوالي نصف يوم كامل فلكي تقتطع تذكرة شراء يلزمك على الأقل ثلاث ساعات وقد لا تظفر بعدها بطلبك كما حصل لي منذ ايام قليلة فقط وانتظرت حينها الى حدود الساعة الواحدة بعد منتصف النهار ولم اتمكن من الحصول على مبتغاي وترجع المسألة حسب رأيي بالاضافة الى نقص مادة الاسمنت الي ممارسات اصحاب المحلات اللاّ اخلاقية من احتكار ومضاربات وبيع مشروط كنت شاهدا عليه أو فلنقل أحد ضحاياه فقد اصر صاحب المصرف الذي اتزود منه على الربط بين كمية الاسمنت وعدد من اكياس « الاسمنت الابيض» عديم الفائدة لطول بقائه في المخازن وقد رفضت هذه الممارسة لعدة اسباب أو لها اخلاقي وثانيها تجاري إذ لا يتجاوز ربحي من عشرة اكياس العشرة دنانير في صورة بيعها وهو ليس مضمونا في احسن الحالات، ومن الممارسات الاخرى لاصحاب المصارف الكبرى بيعهم الاسمنت «بالوجوه» والمعارف فيكون الضحية الاولى والاخيرة المواطن» الضحية دائما هو المواطن هذه الفكرة انطلق منها منصور عبيد وهو شاب شارف الثلاثين مقبل على الزواج خلال هذه الصائفة وجدناه يشرف على عملية بناء عش الزوجية « فعلا يصح المثل الشعبي على حالي « اللي ماعمل عرس ولامرمة ماشاف في الدنيا وماثمة » فما بالك بمن اجتمعا عليه معا فموعد زفافي لم يعد يفصلني عنه سوى شهرين وعلي ان انزل عند رغبة أصهاري بأن اتم منزلي قبل الزواج فجاء نقص « الاسمنت » ليضاعف من تكلفة عش الزوجية فاضطررت الى القيام بعديد التدخلات لتوفير كميات الاسمنت من السوق السوداء بأسعار تصل الى الضعف في احيان كثيرة واصبحت أحرص من ذي قبل على ان لا يتم « تبذير» هذه المادة الثمينة واتمنى ان تتدخل الجهات المسؤولة لتضرب على ايدي اللاعبين بمصالح المواطنين وتعيد للسوق استقرارها »
الطرف الثالث في هذه المعادلة هو عامل البناء أو « المرماجي » المتضرر بدوره من نقص الأسمنت اذ يؤكد محمد العامري وهو عامل يومي في ميدان البناء انه « تمر الايام الكثيرة ولا أضفر بعمل لنقص الاسمنت وقد عملت في « مرمات » كثيرة توقفت لعجز اصحابها عن توفير هذه المادة الاساسية اما لغلائها او لعدم توفرها مطلقا وتزداد المسألة صعوبة من يوم الى آخر ولا ادري ان كان هذا النقص بفعل فاعل ام انه ظرفي وسيتم تجاوزه قريبا وهو ما اتمناه لأتمكن من توفير لقمة عيش ابنائي»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.