تعرض العامل بشركة الفولاذ عبد الوهاب الهمامي مطلع الاسبوع الجاري الى حروق عندما كان يباشر عمله بالفرن الكهربائي مما تسبب له في حروق تتراوح بين الدرجة الاولى والثانية، وهو ما أجّج فتيل الاحتجاجات لدى العمال صلب الشركة. تم نقل المصاب الى مستشفى بن عروس لتلقي العلاج اللازم. زملاؤه في العمل نفذوا صبيحة الثلاثاء وقفة احتجاجية على خلفية عدم ايلاء جانب السلامة المهنية الاهمية اللازمة بالشركة وقد دام الاحتجاج قرابة الثلاث ساعات قبل قدوم مدير الشركة منجي جليل الذي وعد المحتجين بايجاد الحلول المناسبة واتخاذ القرارات اللازمة في القريب العاجل وقد تواجدت الشروق على عين المكان ونقلت لكم الوقفة الاحتجاجية بالكلمة والصورة.
البداية كانت بأنيس السعداوي (عامل مترسم) الذي اوضح انه يعمل بالقرب من عبد الوهاب وان هذا الاخير كان في الساعة 14 و30دق من ظهر الاثنين 7 ماي يقوم باصلاحات بالفرن الكهربائي عدد1 وفجأة أصيب في كامل الجزء الايسر من جسده (الرجل واليد) بالماء الساخن ( حوالي 1600 درجة) وتم نقله الى مستشفى منزل بورقيبة على متن سيارة اسعاف على ملك شركة الفولاذ تفتقر إلى أدنى الضروريات , حيث طلبت ادارة المستشفى من شركة الفولاذ توفير سيارة اسعاف لنقل عبد الوهاب الى مستشفى بن عروس للحروق الا ان الشركة عجزت عن توفير سيارة اسعاف لأن السيارة كانت معطبة واخرى لا يمكن تسميتها بسيارة اسعاف. وتم الاتصال بنائب المدير الحسناوي واقترح عليه البعض كراء سيارة اسعاف لنقل المريض الذي يئن ويتألم بمستشفى منزل بورقيبة الا انه رفض متعللا بضرورة القيام باجراءات ادارية للغرض (علما وان معلوم كراء سيارة الاسعاف في حدود 160 دينارا).
ساعتها تدخل مدير الشركة وتم توفير سيارة اسعاف لائقة على وجه الكراء وتم نقل المصاب الى مستشفى بن عروس, وقد دامت هاته الاتصالات قرابة الساعتين والنصف ويواصل انيس الذي كان يتكلم بكل جوارحه ليوضح ان الظروف الاجتماعية لعبد الوهاب سيئة وهو متزوج وأب لطفلين حتى ان زوجته عجزت عن توفير ثمن التنقل إلى العاصمة للاطمئنان على صحة زوجها لولا تضامن العمال في ما بينهم وتطرق انيس في الاخير الى نوعية التجهيزات والالات الموجودة بالشركة والتي من المحتمل انها تجاوزت عمرها الافتراضي اضافة إلى غياب تجهيزات السلامة المهنية بنسبة كبيرة مما تسبب في 8 حوادث خلال شهر ونصف المتدخل الثاني هو عم صالح الصفاقسي الذي اوضح ان قرابة 60 عاملا محتجين منذ التاسعة صباحا بعد الحادث الذي تعرض له زميلهم وإلى الحادية عشر صباحا لم يستمع اليهم أي مسؤول حتى ان احد المسؤولين دخل بسيارته ولم يكلف نفسه حتى مجرد السؤال او التحية.
ويضيف هل يعقل ألا يكون للفولاذ بعد اكثر من اربعين سنة سيارة اسعاف مجهزة؟عامل آخر تطرق الى وضعية الادواش بالمكان الذي اصيب فيه عبد الوهاب ويقول عنها انها معطبة ويضطر العامل الى العودة الى منزله محملا بالتربة والاوساخ.
كما ذكر محتج اخر ان اسطول السيارات الادارية الفخمة يتجاوز عدده الخمسين سيارة مخصصة لقضاء الشؤون الخاصة للمسؤولين (حتى ايام العطل) ويضيف ان لا شيء تغير بعد الثورة فالممارسات هي نفسها ولا ينفع العقار في ما افسده الدهر. مقابل ذلك تعجز شركة الفولاذ عن توفير سيارة اسعاف مجهزة. عامل اخر اوضح ان المسؤولين والإداريين يشاركون في الملتقيات التي تتناول مواضيع صحية مثل الستراس وغيرها في حين ان العامل ملقى في جحيم الحرارة ولا يذكر يوما أنه تمت دعوته لحضور يوم للسلامة المهنية متدخل آخر وجه اتهامه إلى النقابة الاساسية للشركة وقال انها تقف إلى جانب الادارة على حساب مصالح العمال.
وهو ما استوجب سماع سامي السيد عضو النقابة الاساسية لشركة الفولاذ الذي أكد أن النقابة تساند المحتجين في وقفتهم وقد حققت عدة مكاسب لهم واضاف ان النقابة طالبت السلط الجهوية بتوفير سيارة اسعاف خاصة بالشركات المصنفة بالخطيرة.
كما تم توفير احذية واقية وقفازات وهنا تعالى صياح العمال مؤكدين عدم حصولهم عليها وان تحصل البعض عليها فان نوعيتها رديئة اثر ذلك حضر الى المحتجين حسن فليس ( مدير الاستغلال) الذي اعترف بوجود تقصير واكد انه سيتم تفادي ذلك في المستقبل باتخاذ القرارات المناسبة وهو ما لم يقنع المحتجين الذين تعالت اصواتهم. في الاثناء حلت سيارة مدير الشركة الذي اكد انه قاطع اجتماعا بالوزارة وحضر الى المحتجين لسماعهم وانه يتابع الوضع لحظة بلحظة وقد تدخل مساء الاثنين لكراء سيارة الاسعاف أن النفس البشرية فوق كل القوانين واوضح ان مسالة سيارات الاسعاف بالشركة سيتم التطرق اليها باكثر اهتمام كما سيتم العمل على توفير وسائل السلامة المهنية واكد ان الشركة ستكون اكثر حزما مع من لا يستعمل الوسائل التي توفرها الشركة.