هي مجموعة من الجمعيات اختارت أن تسمي نفسها خيرية وتعمل في شبكة لتقدم خدمات دون مقابل ودون حسابات حسب رأي مؤسسيها . هذه الجمعيات اتخذت الزيارات الميدانية أسلوبا لها لتحديد مجالات تدخلها التي تستهدف عائلات تستغيث. للمرة الثانية هذه القافلة الخيرية تأتي من تونس إلى سيدي بوزيد بتنسيق مع جمعيات محلية حسب قول ناشطيها وقد تحملت مشاق السفر, قدمت محملة بأغطية وافرشة وملابس وكراسي متحركة ومساعدات اخرى، وذلك قصد التدخل في بعض الحالات التي وصفت بالحرجة جدا, كانت قد رصدت بعضها في الزيارة الأولى ورأت انه من الضروري مساعدة العائلات المحتاجة وفاقدي السند وبعض المرضى والمعوقين. كان الهدف من جولتهم هذه هو توزيع بعض المساعدات لمستحقيها ومؤازرتهم والتدخل لفائدتهم لدى المسؤولين قصد تجاوز محنهم.
البداية كانت مع السيد منصف نصيب والذي يبلغ من العمر 43 سنة هو فاقد السند ويعيش بدكان في ظروف قاسية للغاية يتنقل بكرسي متحرك داخل الدكان وخارجه ليبيع الشاي على طاولة نصبها امامه, يقول انه مريض بالأعصاب وان عدم قدرته على معالجة مرضه سبب له إعاقة دائمة. كما انه سبق ان قابل العديد من المسؤولين وطالبهم بمنحة قارة ليتجاوز محنته ويعيش كغيره من ابناء هذا الوطن لكن دون جدوى حتى اصيب باليأس وازدادت حالته تعكرا.
اما وضعية غسان اولاد احمد بن علي فحدث ولا حرج, هو ابن السبع سنوات لا فرق بينه وبين ابن السنتين، لا يتحرك من مكانه فهو مريض منذ اليوم الثالث من ولادته بمرض epidermolyse buleuse heriditaire اذ بدأت المعاناة بعد23 يوما من ولادته حيث بقي في مستشفى فرحات حشاد بسوسة لمدة شهر ونصف وتكررت مواعيد علاجه في سوسة وصفاقس إلى هذه اللحظة قصد مراقبته وتخفيف آلامه لكن وحسب رأي الأطباء المباشرين له فان هذا المرض عصي عليهم وخاصة بالتقنيات المتوفرة لديهم الان، ثم توفي والده اثر حادث مرور حين كان عمره ثلاث سنوات وازدادت معاناة العائلة وخاصة أمه فتحية التي لم تجف عيناها من الدموع كلما رأت ابنها في تلك الحالة ,حدثتنا بحسرة واسى عن ظروفها القاسية ومعاناتها وعدم قدرتها على تحمل مصاريف علاج ابنها كما أنها لم تمد لها يد المساعدة لا من قريب ولا من بعيد، لا من المسؤولين ولا من مستشفى الجهة لمعالجته وتخفيف الامه والتي تزداد في فصلي الشتاء والصيف, حتى انه اذا ما قدمت قافلة صحية من سوسة إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد يقع استدعاؤها من طرف هذه القافلة دون سواها , واختتمت حديثها بأنها تحصلت على وعود من والي الجهة بان يوفر لها عملا قارا في اقرب وقت ممكن ومسكن وان يوفر لها سيارة لتقلها مع ابنها إلى مستشفى فرحات حشاد بسوسة وتتمنى أن يفي بوعوده، وللإشارة فان السيد إيهاب احد اعضاء جمعية رزق هو من تولى أمر علاجه والتدخل لدى وزير الصحة لإمكانية علاجه خارج الوطن وتحديدا في النمسا. انتهت الجولة بزيارة عائلة الهادي بن بلقاسم قدري في ضيعة 20 والذي يسكن بيتا متداعيا للسقوط لا تتوفر فيه مقومات العيش الكريم وله من الأبناء تسعة منهم ستة يزاولون تعليمهم بالمدينة حيث أثقلت كاهله مصاريف التنقل اليومي كما أنه ليس له عمل قار كغيره من متساكني هذا الحي والذي لا يختلف وضعه عن وضع الكثير منهم، فهم محاصرون بالأراضي الدولية من كل الاتجاهات، وليس لهم موارد رزق.