في اطار مساعدة لأسر ضعيفة الحال والاشخاص فاقدي السند على مصاريف شهر رمضان وزّعت الجمعية التونسية للمتقاعدين مساعدات مادية على شريحة من هؤلاء. واكبت «الشروق» عملية توزيع المساعدات وتحدّثت الى المنتفعات وهن حالات اجتماعية صعبة جدا تحتاج الى المعالجة الحقيقية والفعلية من الهياكل المعنية. وفاطمة محفوظي هي واحدة منهن زوجها كفيف وتسكن بخربة بمنطقة باب الفلة فيما صاحب المنزل يحاول يوميا اخراجها منه. هذه المرأة لها ابن وابنة وأمّ عمرها 80 سنة وتعيش وضعية صعبة في ظل عدم توفّر السكن والعمل الذي يكفل القوت. قالت: «لقد حاولت مرارا الاتصال بالمسؤولين من كل جهة وتقدّمت بطلب الى الولاية قصد الحصول على سكن وها أنني انتظر الفرج الى يومنا هذا لعلّه يأتي خاصة بعد الثورة». وشكرت الجمعية التونسية للمتقاعدين على المجهودات الانسانية التي تبذلها لاجل ضعاف الحال. وذكرت عائشة الدريدي احدى المنتفعات أيضا بالمساعدات أنها تقطن بالوردية بمنزل منحه إياها أخاها حيث أمكن لها الاستقرار فيه هي وزوجها وابنها المعوق وابنتها المريضة نفسيا. وأفادت أن ابنها يستهلك شهريا حقنة قدرها 30 دينارا وهي بدورها مريضة تعاني من عدّة أمراض مزمنة من دم وسكّر وأمراض المفاصل وليست لديها الامكانات الكافية للعلاج. وقالت «لولا المساعدات التي تحصل عليها من حين الى آخر من جمعية المتقاعدين ولولا أنها تقطن بمنزل أخيها لما أمكن لها العيش». واستدركت قائلة «لكن هذا الوضع لا يمكن بأي حال أن يستمرّ على ما هو عليه لأنني تعبت كثيرا أنا وأسرتي وأرجو من جميع من له صلة بانقاذ الاسرة من الضياع والتشرّد ان يتدخّلوا لانقاذها كما أدعو جميع الهياكل المعنية بفعل الخير على غرار جمعية المتقاعدين والاشخاص الذين منحهم الله من ماله الكثير المساهمة في مساعدتنا لتحقيق حياة كريمة. وأفادت ليليا السودات منتفعة من المساعدات أنها تقطن ببات الجزيرة مع اختها وأخيها متزوّج وأمها في نفس المنزل (في منزل عربي) نصفه آيل للسقوط. وقالت «إن جمعية صيانة المدينة وافقت على منحنا 43 ألف دينار لترميمها وها أننا ننتظر الى يومنا هذا. وأضافت لقد قدّمنا طلبا للحصول على منحة العائلات المعوزة ولا زلنا ايضا في انتظار الاستجابة. وتلقى كذلك عم فرج وعمره91 سنة المساعدة من الجمعية التونسية للمتقاعدين كما تلقّت الخالة جنّات الجوّادي المساعدة المادية من الجمعية وأفادت أنها تقطن هي وابنها المريض الذي تم استئصال كليته بسيدي البشير في الشارع وهذه المرأة العجوز أجرت عملية جراحية لتحافظ على البصر وتشكو في المقابل من الفقر والخصاصة وفقدان مصدر الرزق فحتى منحة العائلات المعوزة لا تحصل عليها. وتطلب هذه المرأة المسنة انقاذها من هذه الوضعية المزرية فمن يجيب نداءها ونداء من تحدّثن إليهن في هذا الريبورتاج. وذكرت السيدة نزيهة صفر المازني رئيسة الجمعية أن هذه الحركة النبيلة التي قامت بها هي واحدة من مجموعة أهداف بعثت من أجلها الجمعية.